نبض نخلة: امرأةٌ تعيشُ بين أحزاني//الكاتب حسام الدين صبري

الثلاثاء، 1 فبراير 2022

امرأةٌ تعيشُ بين أحزاني//الكاتب حسام الدين صبري

 امرأةٌ تعيشُ بين أحزاني


لاَ أعرِفُ مَتَى تُكتَبُ فِي عَينَيكِ آخِرُ مَعَانى أبيَاتي

ومَتَى يَجِفُّ الشِعرُ في أضلُعي ومَتَى تَعجَزُ فِيكِ

                      الكَلِمَاتِ؟

ومَتَى لا أراكِ تَرقُصِينَ بَينَ سُطُورِي وتَكفِّي

عَنْ قَتلِي حُبًّا ومَتى يَسقُطُ وجهُكِ مِنَ الصفَحَاتِ؟

ومَتَى يَعتِقُنِي الشَوقُ الجَلَّادُ ومَتَى أتَوَقفُ

عَنِ السَفرِ في حُزنِ النَايَات؟

لاَ أعرِفُ أينَ سَتَنتَهِي رحلَتُنَا ومَتَى نَغدُو

         بِلاَ جِراحٍ بِلاَ آهَاتِ

لاَ أعرِفُ والحُبُ طَرِيقٌ طَوِيلٌ أينَ سَتَكُونُ

أينَ سَتَكُونُ آخِرُ الخُطوَاتِ

لاَ أعرِفُ مَتَى تَكُفُ العَصَافِيرُ عَنْ الشَدو حُزنًا

وتَعُودُ لِلعُشِ وفِى أي بِلاَدٍ لا تَموتُ الأمنيَاتِ

ومَتَى يَنضُجُ الطِفلُ بِدَاخِلِنا ويَكُفُّ عَنِ البُكَاءِ

ويَكُفُ عَنِ البُكَاءِ شَوقًا ويَكُفُّ عَنِ الصَرَاخَاتِ

لاَ أعرِفُ مَتَى سَتَنتَهِي مُحَاَكَمَةُ الحُب وتُلغَى

              مُصَادَرةُ الهَمسَاتِ؟

لا أعرِفُ أينَ نِهَايةُ الفِراقِ لأنتَظِرُكِ هُنَاك.

ومَتَى لَا يُحَرَمُ الَلقَاءُ ولاَ تُحَرمُ القُبُلاَت؟

ومَتَى يُحَلَلُ عِنَاقُ التَائِهَينِ ولَو لِلَحَظَات؟

لاَ أعرِفُ مَتَى تُلغَى مُعَاهَدة قَتلَ الحُبِّ فِينَا

وحَرق الأحلاَمِ عَمدًا ومُحَاصَرة الفَجرِ والنَسَمَاتِ

ومَتَى القُلوبُ تُحلِّقُ معَ مَنْ تُحِبُ وتُسَافِرُ

               بِالحَنين ولَو قَليلا بِلاَ آنَات

ومَتَى لاَ يُجَرَّمُ لِقَاءَ الطَير بِالطَيرِ فِي سَمَاءِ الحُبِّ

ومَتَى لاَ تُقطَعُ يَدُ مَنْ يُجَفِفُ الدمعَاَتِ؟

لاَ أعرِفُ مَتَى تَبتَسِمُ لَنَا الأيَامُ ولَو بِزَيفِ الضَحِكَات

لاَ أعرِفُ غَيرَ أنِّي أُحِبُكِ وأحِبُكِ أنتِ أنتِ بِالذَات

رَغم اعتِصَارى ألَمًا ورَغم مَوتِي قَهرًا ورَغم

                 هَذهِ المسَافَاتِ؟

فَلا تَسألِينِي مَتَى نَكُون وكَيفَ نَكُونُ ومَتَى يَأتِي

                زَمَنُ المُعجِزَاتِ

لاَ تَسألِينِى مَتَى يَبتَسِمُ الشِعرُ فِي دفَاتِرِي

ومَتَى يَنثُرُ القَلمُ أفرَاحًا ويَكُفُّ عَنْ نَزِيفِ

                الحُزنِ والجِرَاحَاتِ

فَالحُبُّ يَاقَاتِلَتِي رِحلةُ حُزنٍ سَرمَدي

وأنَا قَلبي بِلا حُزنٍ كَطِفلٍ بِلا أمٍّ كَحقُولٍ بِلا نَبَات

واسأليني عَنكِ كَيفَ تَكُونِينَ بِدَاخِلِي وكَيفَ

كَيفَ احتَفَظتُ بِكِ رَغمَ كُلّ هَذِهِ الصِرَاعَاتِ؟

وكَيفَ سَرقتُكِ مِنْ يَدِ الزَمَن إكرَاهًا ودَفَعتُ

ثَمنَ جَرِيمَة حُبِّي عَذَابًا وآلاَمًا وسَأظلُّ أدفعَهُ

لِسنَوَات

اسألِيني كَيفَ أستَطِيعُ أنْ أرسُمُ وجهَكِ

وإنْ أغُمضتِ عَيني عَلى الأشجَارِ عَلى الحِيطَانِ

            فِي كُلَّ الطُرقَاتِ

وكَيفَ أرتَوِيكِ كُلَّ لَيلَةٍ كَدَوَاءٍ لاَ يُؤخَذُ بالفَمِ

ويَسرِي بِجَسدي أرتَشِفُهُ آلاَفَ المَرَّاتِ

فَكُلَمَا مَرَرتِ بِخَيالِي أتَشَبعُ مِن كُلَّ شَىءٍ

مِنَ النَسِيمِ مِنَ البَحرِ مِنَ العِطرِ مِنَ الزَهرِ

              ومِنْ كُلَ الملذَاتِ

يا امَرأةً جَمعَت في عَينٍ كُلَّ جَمَالِ الدُنيا

وفِي الأخرَى تَارِيخَ الحَضَارَاتِ

دَعكِ من أحزاني فَبِرغمِ أحزاني أنتِ تُشرِقِين

وبِرَغمِ أوجاعي في صَدري تَعِيشين

وبِرَغم قَهري سَتَبقِين سِتَّ نِسَاءِ الأرضِ

وأمِيرة الأمِيرَاتِ


ديوان/حب وراه الثرى


الكاتب 

حسام الدين صبري

1.2.2022 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حروف من الألم//الكاتب فوزي سليم

 #حروف_من_الألم: كيف يكتب القلم.!؟  ما أشعر به من ألم...  على جثث تفجرت ثم صارت رمم......  لم تجد من يخرجها فدفنت تحت الردم. ياأمة تفرقت وتش...