خفايا النساء
مُلهِمَتي الوَحِيدة
كَأنَّنِي مَاغَزَوتُ يَوما النِسَاء
أيقَنتُ أنَّنِي كُنتُ أعشَقُ أشبَاهُ النساء
كَعُصفُورٍ في الَليلِ يَشربُ مِنَ الصَحَراء
يَزدَادُ ظَمَأ ويَئنْ والمَاءُ فِي أضلعِهِ رجَاء
وأحلو حِينَما أرتَكبُ الخَطَايا
وتَنهَارُ عَلَى يَدِي الضفَائر الصفراء والسوداء
ويَمنَحُوني الألقَاب والأوسِمَة والنَياشِين المَصنُوعَة
مِن خَفَايا النِساء
مَلِك وسُلطَان عَلى كُلِ العروشِ بِرغم أنْي مُشَردُ
بلا إيواء
أبحَثُ فِي كُل لَوحَة أرسِمُها عَنْ شَىء
عَنْ شَىء تَعجَزُ فِيهِ رِيشَتي
عَنِ امرأة استثنَائية لاَ تَصِفُها حروفُ الهجَاء
أبحَثُ فِي كُل قصيدة عَنِ امرأة يَقفُ الليل
يَقفُ الَليل أمَامَها ويَنحني لَهَا الزهر تَعصِفُ بِي
وتُبعثِرُ الأشيَاء
فَلاَ خَمرهُن يُسكِرني ولاَ خَصرهُن يُغرِيني
أبقَى أنا أبقَى أنا الداءُ والدواء
وفي الَليل أبكي كَرضِيع بِلا أم وصُراخ القلب
وصُراخ القلب ليسَ بِبُكاء
فَالوطن لاَ يأوي المُشرَدِين المُهَمَشِين أمثَالي
مَوتَهُم في بِلادي كَالبقَاء
أبحَثُ في امرأة تِلوَ الأخرى عَن عَاشِقَة
عَنْ عَاشِقَة تُعَلمَني الإنتِمَاء
عَنِ امرأة تَشُقُ الصَدر تَسمعُ صَمتي
تُسافِرُ فِي هَمهَمَتي تَغرقُ فِي شَواطِيء دمي
تَمشِي فِي جَسدِي واثِقَة الخُطوة بِلا استِحيَاء
امرأة تَجعَلَني نَبياً وقِدِيسا شَرقِيا
وعَينَاهَا تَضرُعي وتَراتِيلي والدُعَاء
امرأة على يدَيها أحرِقُ دفاتري القَديمَة
أحرِقُ دفاتري القَديمَة وأحرِقُ تاريخي المُلَوث
المُلَوث بِأشبَاه النِساء
مَاكُنتُ أعرِفُ أنَني أبحَثُ عَنكِ لأنَني ضَالاّ
لأنَني ضَالا وأنتِ أنتِ الهُدى والنقاء
مَاكُنتُ أعرفُ والمَوت يَشُدني أنَ لي معَ الحياة لِقاء
ماكنتُ أعرف ياعمري أنَهَا لَحظَة في عُمري
تَكُفُ الأرضُ عَنِ الدوران وتُنزِلُ فِيها
عَطَايا السماء
فَهَدايا اليتيمِ فرحَةُ وهَدايا المُشَردُ إيواء
ياامرأةً أيقَظت الزهور وعَلَمت الطيور
كَيفَ يَكونُ الغناء
بَينَ أصَابعُهَا تدور الكواكبُ وفي عَينَيها
وفى عَينَيها نَسيمُ الصيف ودِفء الشتاء
أشهَدُ أنَكِ الأنثَى الفريدة وجميعُ النساءِ سواء
وأنتِ رَوحُ كُل قَصِيدة كُتبت قبلي مِنَ الشُعراء
كَمَا اعترفتُ بِالخَطِيئة
اعترفُ أنَكِ أنتِ تَوبَتي والهُدى والنَقاء
الكاتب
حسام الدين صبري
20.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق