اذكُرني
كُلَّمَا أتَى الَليلُ اذْكُرنِي وتَذَكَّر أنِّي لاَ زِلتُ سَقِيما
وأنِّي بِدُونِكَ مُغتَرِبٌ بِلَا مَأوى ومُشَرَّدٌ ويَتِيما
اذكُرني فَذِكرُكَ يَكفِيني كُلَّ فُصُولِ التَقوِيم
ويُطفِىءُ نَارًا مُشتَعِلَةً ويُطِيحُ بِظَنِّي المُستَدِيما
قَدْ مَلَأَ البَردُ أضلُعِي ولَيسَ لَدَيَّ غَيرُ ثَوبِكَ القَديم
أرتَدِيهِ يَكسُوني ولاَ زِلتُ فِي دِيَارِكَ أنتَ مُقِيما
فَلاَ تُغرِيني الدنيا أبدًا وإنْ غدا الزمَانُ بَعدَ لُئمٍ كَريما
بَينِي وبَينكَ قَسمًا ومِيثَاقًا فَكَيفَ أنسَى عَهدٌ عَظيم
إنِّي مَرِيضٌ بِكَ لاَ أُشفَى إلَى أنْ هذا الخَطُّ يَستَقيم
ومُسَافِرٌ فِيكَ بِلاَ عَودَة وغُربَتِي فِيكَ أنتَ نَعِيما
لِلمَرَّةِ الألفِ أختَارُكَ لِلمَرةِ الألفِ أُبَايعُكَ
لِلمَرةِ الألفِ أُنَاشِدُكَ أنْ تَكُونَ بِى رحِيما
اذكُرني وتَذَكَّرْ أنَّي لاَزِلتُ أنتَظِرُكَ وبِي
وبِي آلافُ الطَعَنَاتِ وآلافُ الآهَاتِ
وقَدْ أطَفَأَ الحُزنُ مَلاَمِحِي وصَارَ شِعري عَقِيم
يَاقِدِّيسِي الخَالِدَ أسألُكَ العَودَةَ وأسألُكَ صَلاَةً تُقيما
فَبُعدُكَ كُفرٌ قَدِ انتَشرَ وأخَافُ أموتَ عَليهِ وألقَى جَحِيما
أنَا لاَزِلتُ رَاهِبًا وحُبُّكَ مَذهَبي الحَكِيم
ولَكِني أخشَى سَيدي أنْ أُفتَنَ بَعدَ هُدىً ولَم أعُد ذَاكَ المُستقِيما
أخشَى كُفرَ الأشواقِ وانتِحَارَ الصَبرِ أخشى إنتِقَام الزَمن الَلئِيم
أنَا لاَ أخشَى نِسيَانكَ أبدًا فَحُبُّكَ مَحفُورٌ بِأجزَائي
وفي أوردَتِى مُقِيما
عُذرًا عُذرًا سَيدي إنْ خَشيتُ شَيئًا فِي حُبِّكَ
وأنَا مَن عَاهدتُكَ أنَّ دَولَةُ الخَوفُ أبدًا لَم تُقَام
رُبَّمَا تَخَارِيفُ بُعدٍ رُبمَا هذيانُ شَوقٍ رُبَما حَسرةُ
عَلَى عَزِيزٍ لَدينا أصبحَ فِي الدنيا بلا قِيمَةٍ
اذكُرني وتَذكَّر أني لَنْ أنسَاكَ أبدًا وأنِّي لَازِلتُ سَقِيما
وأنِّي مُشَرَّدٌ بِلَا مأوى فَتَرفَّقْ بِذَاكَ اليَتِيما
ديوان/بقايا حلم
الكاتب
حسام الدين صبري
16.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق