إياكَ والظُّلم
حَبِيبَ الرُوحِ تَمَهَّلْ حَاشَاَكَ أنْ تَظْلِم
وتُبِيحَ قَتلِي بِلا ذَنْبٍ أخَافُ عَلَيكَ تَتَألَّمُ
مَا أحبَبتُ غَيرَك في حَيَاتِي
أنَا السَّقِيم بِكَ وأنَا المُتَيَّمُ
ومَارَسَمتُ غَيرَ وَجهِكَ في جَفنِي ومَاسَكَنَ
غَيرُكَ في الضلُوعِ وفي الدَم
ومَامَشَيتُ إلا وأنتَ خُطوَتِي وغَايَتِي
وأُمنِيَتِي أرَاكَ دومًا تَتَبَسَّمُ
في شَرِيعَةِ الهَوَى أعَلَمُ أنَّ السُّهدَ حَلاَلٌ
والوَجدَ حَلاَلٌ حَتَى القَتلَ حَلاَلٌ ولَمْ يُحَرَّمُ
لَمْ أخشَ قَتلِي أبدًا في هَوَاك لَكِنَنِي
أخشَى قَتلِي مَظلُومًا عَلَى يَديك وَأُعدَمُ
رُحمَاكَ رُحمَاكَ فَمُضنَاكَ بَاتَ الَليلُ سَهرَانا
يَخشَى طُلُوعَ الفَجرِ دُونَ أنْ تَتَكَلَمُ
ويَخشَى شروق الشَمسِ وشَمسُ عَينَيكَ غَائِبَة
فَلا شَمسَ يَرَى ولا للنهَارِ يَعلَمُ
رُدَّنِي إلَيكَ رُدَنِي إيَاكَ والظُّلمُ يَامَنْ تَحكُمُ
بَبنَ يَدَيكَ قَلبٌ ورَوحٌ وشَعبُ مِنَ الأشوَاقِ
ثَائِرُ يَنتَفِضُ ولَنْ يَقبَل أبدًا أنْ يُهزَمُ
إنْ كَانَ ذَنبِي أنْي أحِبُكَ أكثرَ مِني
فَمَا أكثرَ ذُنُوبي فَأنَا فِي حُبكَ المُجرِمُ الآثِمُ
إنْ مَرَّت لَيلَتُكَ بُكَاءً فَلا تَظُنّ أنَنِي كُنتُ أنَعَم
كُنتُ أبحثُ في الوُجُوهِ عَنك بَينَ نجُومِ
الَليلِ المُظلِم
وأبَيتَ النَومَ رَغمَ مَرضِي وبَيني وبَينِك
خِصَامًا يَشُقُّ الصَدر كَسَيفٍ حَادّ لايَرحَمُ
وإلى الآنَ لازِلتُ تَائهًا أبحثُ عَني وعَنك
وكُلُّ لَحظَةٍ تَمُرُّ بِي أزدَادُ ظَمَأً واحتِرَاقَا
كَأنِي أُكَفِّرُ عَنْ ذَنبٍ لَا أعلَمهُ
فَقُلْ لِي بِاللهِ عَلَيكَ سَبَبًا لِتَحرِمَنِي
لَذَةَ لِقَائكَ ودِفءَ أنفَاسِكَ وهَمسَ عَينيك
القَاتِل الحَالِم
وإنْ لَمْ تَعرِفُ لِجَفَاكَ سَببًا فَتَعَالى تَعَالى
أنَا الذي أعتَذِرُ مِنكَ عَنْ لَيلَةٍ قَضَيتُها
حَائرًا تَتَألمُ
يَامُنَى القَلب وهُدى الرُوحِ كَيفَ أنسَاكَ
وأنتَ مزرُوعٌ في أجزَائي وفي صَوتي
حِينَ أصمُتُ وحِينَ أتَكَلَم؟
مَنْ عَاشَ في الدَمِ لاَيَطرُدَهُ خِصَامٌ
ولا هَجر بِلا سَببٍ يَظلُّ بِسُكنَاه دَومًا يَنعَمُ
أُشهِدُ الله أني أُحِبُكَ أحِبُكَ حُبًّا وحدَهُ
اللهُ بِهِ أعلَمُ
ديوان/حب وراه الثرى
الكاتب
حسام الدين صبري
11.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق