على قيد الأمل
كان يوما رائعا يوم ميلادها ، كانت شمسه لامعة مشرقة ألقت بردائها الذهبي على أديم الأرض التي عانت من صقيع أيام الشتاء الماضية.
لتعلن ولادة الأمل ,
أمل إمرأة كسرت حتى مات نصفها لينطفئ فيها الشعور بلذة الحياة ، كثيرا ما كانت تقاذفها أمواج الحيرة والظنون لترمي بها إلى الضفة الأخرى ، لتتفتق جراح قديمة وتنزف على رصيف الهذيان ، في كل ركن كانت تشتم رائحة الماضي اللعين ، لتستعيد كل تلك اللحظات الجافة التي مرت بها مع رجل بعمر جدها ، في تلك الغرفة الموصدة المطلية بالعتمة تلفها من كل جانب ، يذبحها الأسى حتى الوريد ويقذفها هناك بعيدا عن مجرى الكون ، لتتقبل قدرها دونما حول منها أو قوة .
كان يقودها دائما ورائه كالظل ليجعلها له ظلا في كل المحافل والعزومات ، وكانت دائما تحاول أرضائه شفقة عليه و خوفا من عثرات ومطبات الزمن بعد أن أفنت أحلى أيام عمرها في مقبرة الحياة إرضاء لنفوس مريضة لا ترحم .
كان كل شيء هناك فاقد للحياة ، مرهق حتى النخاع ، ولكنها مجبرة على البقاء ، لتهرب من عيش المر لتعيش واقعا أشد مرارة .
كانت دائما تقول له : الفرق بيني وبينك ليس السن ,أنت احترفت وأد الأماني في مهدها لتهدي الأسى لمن حولك لتقتات نفسك فتات النرجسية وحب التملك ، أما أنا لازلت صامدة أكابد الوجع مع نفسي وأحاول الاستمرار ، أو أخادع نفسي في البحث عن ولادة جديدة للحياة .
نامت ليتها تلك والدمع يحرق خدها الناعم ككل ليلة لتراه في منامها ينادها , ابكيني ابكيني علني لن أموت !
لكنه لم يكن حلما لقد مات صار جثة هامدة وفارق الحياة
ليترك لها الحياة في أحشائها ,! بعد أن يأس اليأس من يأسها ، لتكون ولادة أمل جديد للحياة ، ربما تكون سعيدة لتعوضها وتعيش الأمل الذي طالما كان حلمها المؤجل ، وتحلق في سماء الحرية كفراشات الربيع الملونة .؟!
الكاتبة
جنى محمد الشيباني
18.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق