نبض نخلة: على قيد الأمل//الكاتبة جنى محمد الشيباني

الجمعة، 18 فبراير 2022

على قيد الأمل//الكاتبة جنى محمد الشيباني

على قيد الأمل


كان يوما رائعا يوم ميلادها ، كانت شمسه لامعة مشرقة ألقت بردائها الذهبي على أديم الأرض التي عانت من صقيع أيام الشتاء الماضية.


لتعلن ولادة الأمل ,

أمل إمرأة كسرت حتى مات نصفها لينطفئ فيها الشعور بلذة الحياة ، كثيرا ما كانت تقاذفها أمواج الحيرة والظنون لترمي بها إلى الضفة الأخرى ، لتتفتق جراح قديمة وتنزف على رصيف الهذيان ، في كل ركن كانت تشتم رائحة الماضي اللعين ، لتستعيد كل تلك اللحظات الجافة التي مرت بها مع رجل بعمر جدها ، في تلك الغرفة الموصدة المطلية بالعتمة تلفها من كل جانب ، يذبحها الأسى حتى الوريد ويقذفها هناك بعيدا عن مجرى الكون ، لتتقبل قدرها دونما حول منها أو قوة .

كان يقودها دائما ورائه كالظل ليجعلها له ظلا في كل المحافل والعزومات ، وكانت دائما تحاول أرضائه شفقة عليه و خوفا من عثرات ومطبات الزمن بعد أن أفنت أحلى أيام عمرها في مقبرة الحياة إرضاء لنفوس مريضة  لا ترحم .


كان كل شيء هناك فاقد للحياة ، مرهق حتى النخاع ، ولكنها مجبرة على البقاء ، لتهرب من عيش المر لتعيش واقعا أشد مرارة .

كانت دائما تقول له : الفرق بيني وبينك ليس السن ,أنت احترفت وأد الأماني في مهدها لتهدي الأسى لمن حولك  لتقتات نفسك فتات النرجسية وحب التملك ، أما أنا لازلت صامدة أكابد الوجع مع نفسي وأحاول الاستمرار ، أو أخادع نفسي في البحث عن ولادة جديدة للحياة .


نامت ليتها تلك والدمع يحرق خدها الناعم ككل ليلة لتراه في منامها ينادها , ابكيني ابكيني علني لن أموت !


لكنه لم يكن حلما لقد مات صار جثة هامدة وفارق الحياة 

ليترك لها الحياة في أحشائها ,! بعد أن يأس اليأس من يأسها ، لتكون ولادة أمل جديد للحياة ، ربما تكون سعيدة لتعوضها وتعيش الأمل الذي طالما كان حلمها المؤجل ، وتحلق في سماء الحرية كفراشات الربيع الملونة  .؟!



الكاتبة 

جنى محمد الشيباني

18.2.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...