وتسألني..كيف أصبحت؟
لا أعلم كيف كنت، حتى أصف كيف أصبحت.
كنت أشعر بالتية والفقد، وحلمت يوما من الخروج بكامل طاقتي من حالة الضياع التي كانت تغمر كل أنحائي، فوجدتني خرجت من حالة بداخلي لحالة أكبر وأعمق احتلت جوارحي وخوارجي.
كنت أحلم بخيال محسوس، حسبته أفضل من واقع ملموس.
بئس الظنون!
حتى في الخيال لم نجد المفر، حتى من حاولنا الهروب منهم في واقعنا، تفننوا في العبث بمخيلتنا.
وها أنا تراجعت لنقطة ما قبل البدء، أكم من إنجازات حسبتها انتصارات، وما هي إلا هزائم أطاحت بأحلامي أرضا، كان الواقع مرير وقاسي، بات الخيال أشد قسوة وأكثر مرارة.
تلونت بألوان الحياة وحسبتني أرسم أجمل لوحة حلمت بها يوما ما، ثم وجدتها ألوان عبثية أتت لتغير ملامحي، لتبدل مشاعري، لتطفئ أضواء قلبي، وأحتل الأسود كل المكان، ما كنت أعلم أن الأسود هو مزيجا لكل الألوان ، ليتني أكتفيت بالأبيض، ولكنه الطمع غريزة إنسانية ، كثيرا ما تتحكم بنا، وقليلا ما نقاومها.
هل كان ضعفي سبب تلوني؟ هل كان اختلافي سبب حيرتي؟
كنت أتطلع لما هو أفضل وأعمق، ولكن لمن الحكم؟
وكيف أفرق بين حال وحال؟
أكانت الوحدة خير ملاذ؟ أكانت أفضل من الغوص والانغماس؟
والآن ...أستطيع أن أجيبك بأني أصبحت بالمنتصف
لا أقوى على المضي قدما في هذا السواد وهذه العتمة
وضاع مني طريق العودة إلى ما كنت عليه.
عذرا سيدي كان الأولى أن تسألني كيف حالك وأنتِ بالمنتصف...؟
ثم لن تجد أجابة تقنعك، لأنني وإلى الآن لم أجد ماهية وجودي، مازلت أبحث عن وجهتي، ومازلت مؤمنة أن لوجهتي نهاية مرضية.
ومازلت انتتظر النهاية المرضية
الكاتبة
داليا عوض
1.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق