في حضرةِ المتنبي
وَآحَرُّ قَلباهُ مِمَّن شِعرهم نظموا
فلا مَعانٍ ..ولا حِسٍّ ..وَلا نَغَمُ
الخَيلُ والليلُ تَبكِي فَقْدَ صاحَبِها
وناحَ من أجلِهِ القُرطَاسُ والقَلَمُ
لا فُضَّ فُوكَ إِمَامُ الشعرِ ما فَتِئَتْ
مرابدُ الشِعرِ فيما قُلتَ تَختَكِمُ
مَا كَانَ حَرفُكَ رِعدِيدَاً وَمُنهَزِماً
فيهِ الشجاعَةُ والإقدامُ والحِكَمُ
تفنى الرجَالُ وَما قالوهُ يذكرُهُمْ
فَما يُضيرُكَ فيمن شِعره وَرَمُ
نامت جفونُكَ سَكرَى في محاجرِها
وَمَوجُ حقدٍ لدى الحُسَّادِ يلتطِمُ
بنيتَ مجداَ من الأشعارِ معظمها
فخرٌ وَمدحٌ ومحسودٌ ومحترَمُ
يا أشعرَ الناسِ يا إلهامَ قافيتي
قد فُزتَ أنتَ بِها والخاسرونُ هُمُ
ما أبعدَ الحشوَ والوعثاء عن لغتي
فهي التي شُغِلَت في سحرِها الأمم
مُذ زرتَنا وَسيوفُ الهندِ مغمدةٌ
ما مَسَّها اللحمُ _في حربٍ_ ولالممُ
مهلاً (أبا طَيِّبٍ) إن جِئتَ تَشحَنُنا
ما عادَ شِعرُكَ فيهِ تُشحَذُ الهِمَمُ
بِيعَت خيولُ بني حمدانَ مِن زمَنٍ
وَما ادَّعَت حبَّ سيف الدولةِ الأممُ
فاكتم هواكَ لَهُ فالآنَ ليس لَهُ
عرشاً ولا فسحةً ترعى بها غَنَمُ
والقدسُ قد سُبِيَت والقُبَّةُ انتَحَرتْ
ولَم يَعُد بيننا بَيتٌ ولا لُحَمُ
فَضُّوا بَكارَتَها واستنزفوا دَمَها
وَليسَ فينا (صلاح الدينِ) ينتَقِمُ
صاحت وناحَت وَقَد قَصُّوا ضفيرتها
كأنَّما القومُ في آذانِهِم صَمَمُ
أقولُ: يا قُدسُ لا لا تصرخي أبداً :
(وايَعرُباهُ) فَما في الحيِّ (مُعتَصِمُ)
نرنوا إليها وما اهتَزَّت شوارِبُنا
فَهل تُهَزُّ شُعَيراتٍ بِها دَسَمُ؟؟
حُكَّامُنا بُهُمٌ ... ماتت مروأتُهم
فهل تغارُ على أقداسِها البُهُمُ
فالأرض قد غُصِبِت والخيلُ قد صفنت
والشعبُ كلُّ حياةٍ عِندَهُ عَدَمُ
فالبعضُ قد قُتِلواوالبعضُ قد لَجَؤوا
والبعضُ قدنَزَحوا والكلُّ قد هُزٍمُوا
فالليثُ قد عَضَّنا واجتَثَّ لُمَّتَنا
ولا نزالُ نَظُنُّ الليث يبتسِمُ
الكاتب
رمضان الأحمد.
18.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق