في خطى هادئة تسير وراء أمها ..اخفظي صوتك.غضي بصرك....تعلمي.ما أفعل ..مثل كل رفيقات صباها في قريتها..الأم مدرسة الرب والحياة.والممات أيضا ..أمي قالت...أنت غصن يميل مع الرياح لاتنكسر...جدتي قالت أمك ربك الثاني..وعليه فابن عمي صالح ...زوج المستقبل. أمي تقول أنه طيب القلب...غدا زواج سعدى...مسكت يدها أمها إلى الشجرة المباركة...قرب المنزل...أنت شجرة تظلل من حولها..وتطعم من ثمرها الجميع..زاهية تسر من تراها..راق لها الوصف..دخلت أمها المنزل...لتشعل شمعتها.. أدارت وجهها..رأته حسن. رفيق الطفولة.الأتي لزيارة أهله ..بعد أن هاجر إلى المدينة
_ أنت سعدى..كبرت جميلة كما كنت دوما..غضت بصرها... أحمّر وجهها...هل تطلبين أمنية ..أومأت بنعم..
_ غدا عرسي....
رسمت الخيبة والحزن على ملامح وجههه..قال بحزن
مبروك....
هل تحبينه....سؤال مفاجىء لم تسأل نفسها يوما...هل أحبه ..لاتفكر.. لاتشعر. أمي لاتكذب...صالح مناسب..تزوجت سعدى..أنجبت ثلاث صغار...وهي كما وصفتها أمها شجرة تظلل من حولها تطعم الصغار والكبار..تنهض باكرا لتعمل..في الحقل.وصالح نائم.ليس كما وصفته أمها ..شرس..متسلط...هل تخطأ الأمهات ..ألم تقل جدتي الأم رب هل يخطأ الرب..أمي أنهكني التعب..يكاد العمل يكاد الألم ينخر عظامي...السهر مع الصغار أذبل أجفاني...صالح لايشعر بي..علمت سعدى بعد فوات الأوان..أن المدرسة الأولى ..تخرجت منها عمياء..لاتعرف سوى التضحية..امتدت جذورها خمس عشر عاما.انبتت صغار..أغصان تلك الشجرة...آه ياأمي ..لو كان بيدي لمحوت..سنوات الطيبة والسذاجة...الزائدة عن الحد.حتى وصلت أن الكل أنقياء. أمي . صالح..ذات عيد ذهبت لتشعل شمعتها مثل كل عام..التفتت..هناك نور شمعة ..أنه حسن..صار أكثر وسامة. الشيب يشتعل في رأسه ..لكنه بهي الطلة_
_.. سعدى كيف أنت
_.. بخير. وتركت دمعتها تكمل خيبتها...أراد أن يغير الحديث . .ماذا تمنيت.قالت بخجل...ربي وحده يعلم..أمنيتي
_ أجابت ..بدمعة...قال فهمت أعرف كل أخبارك ...
أنا شجرة . أضلل من حولي..أطعم الجميع..قاطعها
_ أنت إنسانة أنت من تزرعين الشجر..تحرري من قيودك حدثي قلبك ماذا يريد لاتفكري بعقل غيرك.....
ارتجفت وقالت كيف أقلع جذور خمسة عشر عاما..كيف أقطع أغصاني ..اليافعة التي أرتوت بدمي...
_ لا خيار لي..كنت أتمنى أن أسكن قلبك...
_ أنت في قلبي. منذ نعومة الحب..زرعوني هنا رغم أنفي. ليتك قلعتني..يوم كنت غصن يافع...
الكاتبة
سعاد صبيح
20.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق