معذرة أيتها الحبيبة !
لقد كنت و ما زلت تحبين أبناؤك الغيارى
لقد ساقهم حبك إلى جنات الخلد....
معذرة يا حبيبتي....
نحن تركناك فريسة للذئاب....
ظلمناك و أنت أمنا و أختنا و حبيبة قلوبنا....
حاولت تخفين حزنك كي لا نراك حزينة....
دثّرت أوجاعك بساتر الصبر....
تضمدين جروحك و تجتازين كل المحن....
بنفسٍ راضية تتحدين الموانع المصنعة.....
تكسرين قيود السجانين......
بعزمك و إرادتك الجبارة....
حاولوا تغيّر اسمك و تغير جغرافيتك و ملامحك....
لقد تحملت شتى المصائب.....
و المؤامرات الممنهجة.....
من قبل اُناس أرادوا لك الهلاك.....
فصبرا أيتُها الحرّة الأصيلة.....
صبراً أيتها النبيلة !!
اصبري وصابري لكي تستيقظ شمسك من سباتها....
معذرة حبيبتي السمراء.....
أنت تبقين كما أنت بأصالتك و عروبيتك...
وقفتِ وكانت وقفتك عنوان للتحدي و الصمود...
ما سمعناك تشكين ألمك لعاذلك.....
محمرّةٌ نقولها باختصار....
أنت شمسنا المضيئة...
فافتحي شبابيك قلبك....
انفضي الغبار عن وجهك المليح..
اُطردي الحزن و ابتسمي بوجه الصباح...
معذرة يا أمنيتي !
يا محمرتي الفيحاء...
ففيك محياي و فيك مماتي....
أغنيتي المفضلة منذ طفولتي...
و حروف اسمك مفتاح باب وطني...
يا غيثارة وطني..
كيف أنساك و أنا تربيت في حضنك الدافي....
وتغذيت من حنايا فضلك الجاري.....
آه! و ألف آه!
كم أتمنى أراك سعيدة بلا حزن و بلا حسرة...
كم أتمنى أسمع ضحكة أطفالك...
و أرى شبّانك و دشاديشهم...
و كوفية أبي التي كانت و ما زالت..
ترمز لحضارته المسروقة..
و هويته التي حاولوا تزويرها..
أعداؤك المتغطرسين...
حبيبتي المحمرة...!
يا من بصمتي على كتابك و تأريخك..
مجدك و أصالتك و شرعنتك....
بطولات ناسك الشرفاء...
ستبقين ملحمة في ضمائرنا و ضمائر الشعوب..
سوف تحتضنين أبناءك و أحفادك....
كم أتمنى أراك عامرة و مدللة...
أرى شوارعك و أزقتك.....
في طرقك و بداية بوابتك..
ينصبون لافتات بلغتك العربية...
مدينة المحمرة ترحب بكم....
بلدية المحمرة تودّعكم....
معذرة يا حبيبتي....
يا محمرتي الفيحاء....
فشاءت أم أبت الأقدار....
تبقين شامخة رغم كل الصعوبات..
و كل المحن التي أحاكوها لك..
فتبّت يد التي غصبت تربتك الطاهرة....
و دنست باحاحتك المقدسة...
سيبق اسمك و تبق ملامحك..
بنخلتك البرحية و القنطارة..
و جسرك القديم الذي يشهد لشموخك...
و عزتك و اقتدارك...
و نهر كارونك و كرختك....
يجريان محبة و سلام...
فلك التحية و السلام...
الكاتب
وزن الأصبحي الأهوازي
20.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق