لن أنسَاك
إن غِبتُ عنكَ وغِبتَ عنِّي لاَ تَخَف لَنْ أنسَاك
إنِّي أسكَنتُكَ فِي القَلبِ شُريانًا وزَرَعتُكَ زَرَعتُكَ
فِي جَوَارِحِي لِترعَاك
يَمُرُّ يَومٌ يَمُرُ شَهرٌ وأنَا المُحتَرِق المُنتَظِرُ أتَرَقَّبُ
أتَرَقَّبُ خُطَاك
ولَا أرَى غَيرَكَ مَهمَا أرَى فَالعَينُ التي أبصَرَتَك
لاَتُبصِرُ أبدًا سِوَاك
تُوصِيني خَيرًا بِكَ والخَيرُ فِي أنَّنِي أحيَاك
فَكُلُّ طقُوسِ الدنيا بعدكَ حَرا وأزدَادُ ألَمًا ووجَعًا
إنْ لَمْ آراك
أيُّهَا السَائِلُ عَنكَ مَاتَكُونُ بِدَاخلي كَيفَ أجَاوِبِ
گَيفَ أجَاوِبُ سِؤلاَك
وأنتَ تَعرِفُني أكثرُ مِني أتَشُك فِيمنْ بَايعَكَ وولاَك
في دمعتي إنْ سَالتْ فِي ضحكَتي إنْ طَالت في اليَقَظَةِ
فِي اليَقَظَةِ وفِي الأحلامِ إنِّي أهوَاكَ؟
كَيفَ أُجِيبُ إن سَألتَني وأنَا لاَ أعرفِ أيُّ نُقطَةٍ فيَّ
وأنَا لاَ أعرفُ أيُّ نُقطَةٍ فيَّ أكثرُ مِنَ الأُخرى تَهوَاك
اُبحِرُ فِي الأيامِ وأنتَ شِرَاعي وأحمِلُكَ وأخطو فَوقَ الأشواك
وتَأخُذني الدنيا وإنْ ضَلَلتُ الطَّرِيق فَفِي دِمَايَا مَرسَاك
فَكُلُّ ألوانِ الدُّنيا بَاهِتَةٌ وحَقَائقُ الأيامِ كَاذِبَةٌ وكُلّ ورودِ
الرَبيعُ ذَابِلَة إنْ لَمْ يَسقِيني هَمسُكَ إن لَم يُحينِي صَدَاك
أتُوَصِي أبًا عَلى فَلذَتِهِ كَيفَ أنسى وفي كَبدِي سُكنَاك؟
أتُوَصَى الطيورُ عَلى صِغَارِها أتُوصِي البَحرَ بِسُقيَاك
إهدأ يَامَالِكي لَا تَخف بَيني وبَينِك عَهدٌ وقسمٌ حَاشَاني
حَاشَاني أخونَهُ وحَاشَاك
فَإنْ نَالتِ الدُّنيا مِنَّا وغَدَونَا مُفتَرِقَين فَلَنْ تَنُولَ مِن ذِكراك
سَتَبقَى خَالِدًا فَالقَلبُ أغلقَ نَوافِذَهُ وفي الدّمِ أبقَاك
وفي الشُريانِ أخفَاك
غِيَابُكَ حُبٌّ ولِقَاؤك حُبٌّ ورِضَاكَ حُبٌ وغَضَبُك حُبُّ
ولَنْ يَجِفُ مَطَرَ الشَوقِ وإنْ حَلَّت مَواسِمُ. جَفَاك
سَتبقَى حَبيبي حَتَى المَوت كَأني خُلقتُ لَكَ
كَأني خُلقتُ لَكَ، كَأنِّي خُلقتُ لِأرعَاك طَالمَا أنَا حَيٌّ
طَالمَا أنَا حَىٌّ لاتَخف لَنْ أنساك
ديوان/بقايا حلم
الكاتب
حسام الدين صبري
20.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق