همس الروح
ربّما في الفرح ننشغلُ بمشاعرنا نعمل، نمشي، نرتب كل أشلاء الحياة المبعثرة هنا وهناك.. نرمّم ندوبَ الزمن وكل ما مرَّ من مُر وفات.. كل ذلك وابتسامةُ ثغرٍ تلمع في العيون وكأننا الآن نبدأ من جديد ولا مكان لما مضى من أسى ولا حتى بقايا حروف أو كلمات نُعيد كل تلك الذكريات بصمتٍ وتختلج فينا الحياة ؛ لكننا في الحزن تضج أرواحنا فتسبر أعماق الذات وينطق القلم بمكنون الألم كما انفجار سيل من عجز ؛ كل أمل يأتي من ألم وكل ربيع من سواد الغيم أو سيلّ انهمر هكذا نكتب الكثيرر الكثير ويصعب علينا حتى الكلام وأيُّ كلام لعيون لا ترى سوى أطراف حقيقةٍ بتراء صماء عمياء تغربلها النفوس وفق مصالح ذواتها لهذا غيّرت معالم الزمن حتى معالم الروح أصبحت غريبة عن ذاتها تتمنى أن تنسى كُلَّ كُلَّ ما فات حتى أجمل الذكريات أصبحت جوفاء بلا روح تحسّنا بالطيبة بالغباء تحسناّ بآسى.. نكادُ نغمض العيون لننسى وأيُّ ذاكرةٍ تقدرُ على الإحتواء؟! لربّما في حُقبةٍ من الزمن كنا نُخذل ويغدُّر فينا النقاء، وسرعان ما ننسى ،نتجاهل، وكأننا لم نرى ولم نعلم لكنّ الأيام لا تكتفي بثوب واحد وسْط طبائعٍ ترتدي ألفَ ثوب وهي باديةً في عراء ، والزمن يجبرنا على الوقوف أمام محكمةِ الحياة فقد تبدلنا لأننا لم نعُد نقوى على تلقي أبسط الطعنات حتى الكلام فقدَّ معناه، وأصبح الصَّمتُ أجملَ اللغات.. يكفينا أننا نحتكم بإذن الله لخالق السموات.
الكاتبة
إبتسام فندي
29.1.2022
روووعاتك🌺
ردحذف