طفلة الثلج
براءة طفلة تبلغ من العمر ست سنوات توفي أبويها تحت القصف و تم جلبها إلى مخيم اللاجئين أصبحت بدون ملجأ ولا مأوى يأويها من الثلج المتساقط أصبحت فراشها الأرض و غطاؤها قطعة صغيرة من السجاد الخفيف تلحف بها جسدها النحيل لتقيه قليلا من برد الثلج المتساقط.
ألعب في النهار مع أطفال المخيم و عند مجيئ سيارة المساعدات الإنسانية يتجمهر عليها جميع أهل المخيم إلا أنا أقف بعيد و انتظر لعل و عسى يلتفت إليٌَ أحد انتظر دوري إلى نفاد الكمية وينتهي موزع المساعدات و لا اتحصل على شيء، أذهب أبحث عن بقايا طعام أهل المخيم إن وجد و في أغلب الأحيان أبقى أتضور جوعا وعطشا، وفي الليل أبحث عن مكان يأويني من شدة البرد أبحث عن قطعة ورق أو أي شيء أضعه على الأرض لأنام عليه ، يأخذني النوم في سبات عميق، أرى أمي في منامي تأخذني في حضنها و تقول لي ابنتي القوية لا تستسلمي للبرد هيا استيقظي و انتصري عليه لا تتركيه يتسلل إلى جسدك ابنتي سوف يذهب هذا البرد و يأتي الدفء و تلعبين و تمرحين مع الأطفال هيا ابنتي الحبيبة استيقظي من سباتك ألم نتفق على أنك ستظلي قوية مهما كانت الظروف ألم تعيدين بأنك سوف تكملين دراستك و تصبحي أجمل محامية لتأخذي حق المظلومين والمضطهدين هيا ابنتي استيقظي سوف يذهب الشتاء و يأتي الربيع و تزهر الأرض أزهارها و تشرق الشمس تملأ بنورها الدنيا و تذهبين إلى المدرسة مع صديقاتك... (أصرت براءة على الذهاب مع أمها لتترك هذا العالم المتوحش لا يعرف الرحمة) أمي سوف أذهب معك لا تتركيني و شدت براءة على يد أمها و رحلت معها إلى جنات الخلد لتصبح طيرا من طيور الجنة.
الكاتبة
أسماء جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق