حكايتي
.. عن أب رُزق بخمس بنات وصبي واحد توفت والدته أثناء ولادته
أغدق هذا الأب كل الحب على الصبي متناسياً بناته تماماً
حرمهن من أبسط الحقوق ليعطي الصبي أكثر من حقه
حرمهن الأكل واللباس والتعليم بحجة إنهن لسن له بل لأزواجهن
بالمقابل كان يدلل ابنه ولم يحرمه من شيء أبداً.
مرّت السنوات سريعاً وتزوجت بناته كل واحدة كان زواجها مأساوياً أكثر من الأخرى
فمنهن من تزوجت رجلاً مسنا والأخرى تزوجت من آخر لا ينجب وتعيش خادمة لأهله
الثالثة زوجة ثانية والرابعة زوجها خريج سجون أما الخامسة فكانت الغربة نصيبها حيث غادرت وانقطعت أخبارها.
أما الشاب كان فاشلا بكل المقاييس
لا شهادات ولا عمل وحياته فاسدة كلها سهر ومخدرات وانحراف ومع ذلك كان الأب فرحاً بابنه كأنه أهم انجازاته.
حتى جاء ذلك اليوم حيث أصيب بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي أجلسه كرسي متحرك يحتاج لمعين بأبسط الأمور .
وكنتيجة طبيعية لظلمه وجوره امتنعت البنات عن زيارته كردة فعل على صدّه لهن طوال سنين مرّت أما الشاب فلم يرف له جفن وكان يعيش حياته بشكل عادي دون أن يلتفت إلى وضع والد ظلم أخواته فقط ليكون سعيداً.
أمضى الأب ما تبقى من حياته يبكي.. فقط يبكي فهو عاجز عن الحركة والكلام
لم ينفعه ندم ولا لوم فخسارته الجسيمة وقعت ووقع في شر أعماله
عاش ظالماً جباراً وها هو يقبع في ركنه المظلم طامعاً برحمة من الله.
الكاتبة
إبتسام حمود
31.1.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق