ذكريات مسمومة
عندما يخذلك من تحب تلك هي أصعب اللحظات وأقساها .
أنهى أبو أحمد عمله بعد نهار شاق ، فهو بالكاد يستطيع أن يصلب طوله من شدة التعب .
فقد عمل اليوم كثور مربوط في الساقية ، رغم نحول جسمه وضعف قوته إلا أنه عمل ما يستطيعه .
وبعد أن انتهى من العمل قفل عائدا إلى البيت .
وما أن وصل حديقة البيت جلس على مقعد ترابي كان عامراً بالذكريات ، لم يشأ دخول المنزل وحيدا في هذا اليوم بالذات .
فقد تصادف اليوم ذكرى وفاة زوجته وشريكة حياته .
فأخذته الذكريات في رحلة جميلة ومريرة في آن واحد .
فطافت بمخيلته صور و أحداث لأيام ولأشخاص رافقوا سنين عمره الستون .
وها هو الآن كهلا قد وهن الجسم واعتلى الرأس شيبا ووقاراً .
لكنه يعاني الوحدة والفقر بعد أن تركه الجميع .
لم يأن يوماً ولم يشتكي التعب .
أما الآن فقد خانته الأقدار
أين هم الآن ؟
ما الذي اقترفه خطأ ؟
ماذا فعل ليجازى بذلك الهجر والنكران من الأبناء ؟
تساؤلات كثيرةجالت هذا الرأس الكبير!
أجهشت العيون بكاء القلب وأحنت الخطى هامات الكهل .
ضاق به الحال ،ولم يذكره أي من الأولاد
بكت العيون اشتياقا وفراقاً .
واتكأ على جذع الشجرة وسكنت الجوارح وفاضت الروح إلى باريها دون أن تصل إلى مبتغاها .
الكاتبة
إكرام التميمي
30.1.2022
روووعاتك🌺
ردحذف