نبض نخلة: ذكريات مسمومة//الكاتبة إكرام التميمي

الأحد، 30 يناير 2022

ذكريات مسمومة//الكاتبة إكرام التميمي

 ذكريات مسمومة 


عندما يخذلك من تحب تلك هي أصعب اللحظات وأقساها . 

 أنهى أبو أحمد عمله بعد نهار شاق ، فهو بالكاد يستطيع أن يصلب طوله من شدة التعب . 

فقد عمل اليوم كثور مربوط في الساقية ، رغم نحول جسمه وضعف قوته إلا أنه عمل ما يستطيعه . 

وبعد أن انتهى من العمل قفل عائدا إلى البيت . 

وما أن وصل حديقة البيت جلس على مقعد ترابي كان عامراً بالذكريات ، لم يشأ دخول المنزل وحيدا في هذا اليوم بالذات . 

فقد تصادف اليوم ذكرى وفاة زوجته وشريكة حياته . 

فأخذته الذكريات في رحلة جميلة ومريرة في آن واحد . 

فطافت بمخيلته صور و أحداث لأيام ولأشخاص رافقوا سنين عمره الستون .

وها هو الآن كهلا قد وهن الجسم واعتلى الرأس شيبا ووقاراً . 

لكنه يعاني الوحدة والفقر بعد أن تركه الجميع . 

لم يأن يوماً ولم يشتكي التعب . 

أما الآن فقد خانته الأقدار 

أين هم الآن ؟

ما الذي اقترفه خطأ ؟ 

ماذا فعل ليجازى بذلك الهجر والنكران من الأبناء ؟

تساؤلات كثيرةجالت هذا الرأس الكبير! 

أجهشت العيون بكاء القلب وأحنت الخطى هامات الكهل . 

ضاق به الحال ،ولم يذكره أي من الأولاد 

بكت العيون اشتياقا وفراقاً .

واتكأ على جذع الشجرة وسكنت الجوارح وفاضت الروح إلى باريها دون أن تصل إلى مبتغاها .


الكاتبة

إكرام التميمي

30.1.2022



هناك تعليق واحد:

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...