شيءٌ ما سيبقى بينَنا
شيءٌ ما سيبقى بينَنا
و إن انفصلْنا وتوارَينا
سيبقى شيءٌ ما بينَنا
و إنْ رسموا الحدودَ بينَنا
و تغيَّرتْ مُناخاتُ البلادِ
فسيبقى شيءٌ ما بينَنا
شيءٌ ما في الحنايا
رطبٌ كالأمنياتِ
كرحيقِ الوردِ
و كوشوشةِ المحار
على المُسافرينَ بلا رجوعٍ
كرجعِ الصدى
شيءٌ ما سيبقى بينَنا
برغمِ البِعادِ والعِنادِ
خضعْنا للطبيعةِ
و توقَّفَتْ آمالُنا
بلا ذريعةٍ
كانَ استمرارُنا خديعةً
و حديثُنا مُحالاً
لكنْ سيبقى شيءٌ ما بينَنا
كم أرهقَنا الرقصُ
على سلالمِ العُمرِ !
و كم أرهقَتْنا لعبةُ الإغماءِ !
لم نعدْ صغيرَينِ
لكن سببقى شيءٌ ما بينَنا
يُنيرُ لنا دامسَ الأمنيات
يرفعُ لنا سقوفَ الأماني
برغم بِعادِنا سيبقى شيءٌ ما بينَنا
توادَعْنا دونَ أملٍ في اللقاءِ
كما تلاقَينا في القطاراتِ
و أنزلتُكَ في أوَّلِ المحطَّاتِ
حتى نعيشَ في هدوءٍ
ولي رحيقُ العمرِ
انطفأتْ شموعٌ
ما عادَتِ الأيَّامُ هي الأيَّامُ
لستُ أدري هل سنلتقي ؟
و ليالي العمر ولَّتْ سُدىً
و يبقى نِثارُ عطرِكَ على الأغاني
التي أسمعتَني إيَّاها آخرَ المساءِ
و كلُّ الناسِ نِيامٌ
وذكرياتٌ كالحةٌ انزوَتْ في الفراغِ
سيبقى شيءٌ ما بينَنا
و ستنساني و أنساكَ
ونحلمُ بميلادٍ جديدٍ
الكاتبة
زهيدة أبشر سعيد
30.1.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق