نبض نخلة: معاناة داخل ملجأ//الكاتب طه عبد الوهاب

الأحد، 2 يناير 2022

معاناة داخل ملجأ//الكاتب طه عبد الوهاب


معاناة داخل ملجأ


في ليلةً هي الأكثر بؤسا بل مأساة كبرى

حين انفجرت أحدى مباني الملجأ التي أعادت لنا ذاكرة نيرون بحريق روما.


جلس طفل صغير يرتجف جسده من وهلة مما حدث لهُ،بادر المحقق بقطعة من الحلوى لذالك الطفل حتى يشعر بالطمأنية قليلًا حتي يستكمل حديثه عن الواقعة التي أهتزت لها الدولة والرأي العام معاً.

-أخبرني عن مما حدث ليلة حريق المبنى

وإياك والكذب حتي تخرج في أمان وأن لا تطيل البقاء هُنا؟!

نظر إليه الطفل نظرة أمل على شاكلة سرده مما حدث رغم نظراته لغرفة المحقق التي تبدو جميلة في نظره عن العنبر الذي يسكنه.فسرد إليه قائل:-

شاب خمري اللون طويل القامة ذو شعر أسود غامق يدعى إلياس حين رأيتة للوهلة الأخيرة داخل العنبر يبدو عليه الحيرة في أمر ما.كاد أن يفتق بنظراته باب العنبر الذي يشبه باب الزنزانة في قوته ومتانته.

أتَ إليَّ حين اتخذت من العنبر زاويةٍ لتحميني من جشعة ذئاب البشر خارج العنبر وداخلهِ، أرد أن أبوح إليهِ عما يبكيني لتنهمر دموعي متواصلة عن جَشعة ما مررت بهِ،ولأنهُ كان شاب ذكيَّ

علمَ ما بي دون الإفصاح من بحرف واحد،هرول بي إلى مشرفة الطابق الذي يحتوي أكثر من عنبر.

إلا أنها كانت حمقاء بل هي على يقين أننا لقطاء لا والدين لنا ولا قبيلة.

انهمرت بصوتها في وجهنا لتلقي بنا خارج غرفتها.وأغلقت الباب فى وجهنا وكأننا نتسول منها.

اصطحبني إلياس إلى العنبر مجددًا، طلب مني الراحة فى فراشه لأنهُ مرتبٍ عن باقي الأسرَّة جلس بجانبي حتى أغوص في النوم وفي الحقيقة أنني لم أثق في أحد بعد تلك الواقعة فأغمضت عيني زورًا حتى أرى ماذا يفعل، ابتعد قليلاً عن المكان ليس بضيق وأخرجَ من بنطاله آلة حادة تشبه ملعقة الطعام ،أخذ يسنن بزوياهَ كالقطر الخاص بالعمليات الجراحية،ليضرب به مِعصم يده لتنهمر من يده سيل من الدم ،فأنتبني الخوف للحظات عما يفعل بنفسه أهل حدثَ معهُ مثلما فعلوا بي؟! أم أنهُ ملّ من هذا المكان المشوه بين جدران العنبر الرمادي الذى يشبة ليلة غاب فيها القمر فأصبحت سوداء داكنة، فتحت جفني قليلا لأرىّ ماذا يفعل ثانيةٍ فرأيته يكتب بدمهِ "اعترافات مظلمومين بين جدران معبد متهالك"،و أخرج من جيبهِ شيء أبيض أشبه بطبشور المدرسة ليكمل ما يدونه قبل رحيله وأخذ يكُتب عن مأساتهُ وألمنا الذي مررنا بهِ،كما كتب عن يوم يدعي بيوم اليتيم وهو الجمعة الأولي من أبريل كل عام حين يأتون الناس من الخارج محملين بالهدايا والمقتنايات ثمينة المال،وعند خروج أولئك الزائرين من باب الملجأ، يصطفونا المسئولين سوياً لسلب جميع المقتنايات والهدايا منّا ،بحجة بيعها وجلب مكانها طعام،رُغم ثلاجات المكان محملةٍ بأطنان

من المواد الغذائية ،يبدو أن الهدايا أعجبتهم فأردوها لهم،بعد أن أنتهى من كتابته اتجه إليَّ ليفقني من نومي، ذهبتُ معاهُ إلى مكانٍ بعيدًا عن العنبر ولكنهُ كان يتألم فالدم امتلأ بهِ المكان 

وداعني وذهب وقبل دخولهِ من الباب العنبر متجهَ إلى المطبخ لوحا بيده التي كادت أن تُبتر ولكن لم تسفعهُ حينها،فرفع بالأخرى مشيرًا إلي بالسلام مع جملة أعتني بحالك ياصديقي ولا تلجأ لمثل هذا المكان مرة أخري. فتعجبت من حديثه فباب المبني مقفل ولا أستطيع الخروج لماذا يودعني؟ أخذت أحدث نفسي عن مما أنّ فيه ومما فعلهُ إلياس وتمر دقائق معدودة و صوت دوي انفجار ولهيب النار يقتظ إلى ارتفاع عالِ،فصرخت بكُل ما أتيتُ من قوة إلياس يبدو أنهُ فعلها وأراح الجميع مما هم فيه،علمتُ بعد ذالك من المحقق وجدي الذي كان متولي مهام التحقيق قبل منكَ، أنّ إلياس أحدث خللا بأسطوانة الغاز ليحترق العنبر بالكامل .لا أعلم هو من قتلهم أم أراد لهم الراحة من نرجسية المديرة وحقد المشرفة وتطاول المسؤولين علينا، أنهم لم يؤمنو بنا كبشر بل جماد في هيئة أنسان،

-سيدي المحقق إذا أردت أن تضع عنوان على ملف هذة القضية فأكُتب،ملاك وشيطانهُ البشر.


الكاتب 

طه عبدالوهاب

2.1.2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...