إلتَقَينَا
إلتَقَينَا فَالوجُودُ ورُدَاً وأنغَامَا
شَدتُ العصَافِير ولِلشَدوِ ألفَ مَقَامَا
واستَبَحنَا كَأس الوَصلِ في زَمَن العَطَش
المُقَامَا
غَزَونَا حدوداً وجسُوراً وأقَمنَا الليلُ
أقَمنَا الليلُ غَرَامَا
وسَكِرنَا والمُنَى يُعَانِقُ الدُنيا وغَفَونَا
في أرضِ السلامَا
إلتَقَينَا وبِالقَلبِ أحزَاناً وآهَاتاً وألاَمَا
والعُمرِ خَرَابًا وقُصور الأحلاَمِ حُطَامَا
شُفيَت جِرَاحُنَا وأحيَينَا تُرَاثُ الهَوى
وبَرئنَا سَاحَتهِ مِنْ كُلِ إتِهَامَا
إلتَقَينَا فَلاَ قَلق ولاَ خَوف مِن لِصٍ
سَيأتِي يَسرِقُ مِنْ أيدِينَا الأيَامَا
ولاَ كَهف مُظلِم نَضعُ فِيهِ أحلاَمَنَا
فَأحلاَمَنَا نُوراً كَالشَمسِ تَكرهُ الظَلاَمَا
لاَ تَقُولي كَيفَ كُنَا وكَيفَ عِشنَا
وكَيفَ نَردُ مَا سَرقَهُ مِنْ أيدِينَا الزَمَان
دَعِي المَاضي يَنهَارُ ويَفنَى وامنَحيني
الحَاضر ..دَعك دَعك مِن كُنَا وكَانَ
وقُولي لِي مَاذَا سَتُهدِيني مِن حَدِيقتكِ
طَيبَة الثَمرِ
وكَيفَ أوَجِهُ جيوش عَينَيكِ وأنَا شِعرِي
وأنَا شِعرِي في عَينَيكِ إستسلاَمَا
واسألِيني كَيفَ أوَلِيكِ عَرشُ النِسَاء وأُحِبُكِ
وأحِبُكِ في الَليلَةِ ألفَ عَامَا
لاَ يَعنِيني لِمَ تَأخرَ اللِقَاء ومَتى أمطَرت السَمَاء
يَعنِيني أنكِ مَعِي الآنَ
يَعنِينِي قَلب بَعدَ ضَلال اهتَدَى واستَقَامَا
أنَا رَجُل لِي في الشِعرِ عَاصمَة صُغرَى
ولِي في الهَوى بَعضُ الكَلاَمَا
لاَ أكتُب الشعر إلاَ في امرأة ذي سُلطَة ومَقَامَا
أنَا لاَ أُأجِر قَلمي للِنِساء فَمَا اعتدت السَفر
أبداً بِلاَ عُنوَانَا
فَبَعضُ الشِعرَ يُنقَشُ عَلى جِلد امرأة
والبَعضُ الآخر يَتُوهُ في الزِحَام
حِينَ إلتَقَينَا أدركتُ أنَ مَا كَتبتَهُ قَبلكِ
لَمْ يَكُنْ شِعراً
وأنَ هَيَامي في غَيركِ أنتِ لَم يَكُن هيَامَا
فَهُنَاكَ فَرقُ بينَ مَايَنقُشَهُ القَلبُ في عَينَيكِ
وبينَ مَا خَطَهُ القَلمُ عَلى صفحَات الأيَام
أدركتُ أنَ اسمكِ الجُملَة المُفِيدة في أشعَاري
حِينَ أكتُبَهُ تَنفَجرُ في الدُنيا المَعَاني ويَطيرُ
ويَطِيرُ الحَمَام
يَا امرأةُ فَرضت عَلى الأرضِ مَواسِم العِطر
وأشجَارَ البَيلسَان
حِينَ أحبَبتُكِ أنهَارت مُدنَ اليَأسِ وانتَهَت
وانتهت عصورُ الظلام
لِي في عَينَيكِ أمنِيَة مَا سَكنت قلبُ
ولاَ حَلت بِرَوحٍ قَبلي ولاَ خطَهَا قَلم
مِنَ الأقلاَم
لِي فِيكِ أمنِيَةُ أنْ أبقَى طِفلكِ المُدَلل
ولاَ تُفَكرِي فِيمَا مَضَى وبَعدَ التَشرُد
أهدَأُ عَلى صَدرَكِ وأنَام
إنْ كَانَ تَصَوفي الآن فِيكِ سُنَة عِشق
فَتَذكُر المَاضي
في حَضرة عَينَيكِ حَرام حرام
الكاتب
حسام الدين صبري
31.1.2022