خاطرة في قسم الاختبار
ليت الزمن يشفق على خاطري و يعود بي إلى مقعدي ذاك، فيجول بشطحات خيالي البريء بين دفاتري و أقلامي فيتمعّن فيما استعصى عليّ حينذاك من مسائل فيزيائية، رياضية و كيميائية كنت أخالها ضربا من المستحيل..لا مفتاح لها، لقد كنت أرى في الدالّة كائنا غريبا يحطّ على دماغي كما يحط الطير الجارح على فريسته و يفعل بها فعلته.
أما تلك العناصر المجرّدة من الحياة، التي لا أشعر بدفء عاطفتها، و تلك الجزئيات اللامتناهية في الصغر التي لا تراها عيني، فقد كانت بالنسبة إليّ جثثا هامدة ، لا تتنفس..دون حراك ، لا محلّ لها في خيالي، و لا مكان لها في تفكيري، باختصار هي لم تكن جزءً من حياتي و لم أفهم سبب وجودها في عالمي الذي امتزجت فيه الهمسات و الكلمات، و اجتمعت فيه طرقات اللوعات و الحسرات..و تعانقت فيه الأشواق و القبلات، و هي تتدخّل في تفاصيل حياتي ترسم خطوطا دقيقة كنسمات بحر أنعشت أنفاسا منقطعة و محت من الذاكرة كدمات لا علاقة لها بتلك الكائنات الجامدة في عالم كلّه حركة و أنفاس.
الكاتبة
صوفيا خالي
3.12.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق