مجرد حلم
ليس كلما نتمنى نجده ولا كلما نخطط له ندركه
عندما كنت صغيرا أتمنى أن أمتلك لعبة
مثلا سيارة أو ماكنة أو محراث
ومكان لايتجاوز الأمتار أمرح فيه
مع خيالي وألعابي
وعندما كبرت كبرت أحلامي
كنت أرقبها كانت جميلة جدا
كنت أتقن رسمها في ذهني
سمراء مليحة جورية عطرها
ولكن شاء القدر فتبدل الحلم إلى عكسة
وكانت عندي قطعة أرض أحس أني سأمتلكها
اكبّرها مع حلمي واصّغرها مع يأسي
كنت أزرع فيها نخلة وزيتونه
وعندما تتسع تكون عدة نخيلات فيها
وكنت أنقلها معي في أحلامي بحلي وترحالي
وأتعجب بها في يقضتي عندما أتصفحها بذاكرتي
وكانت هذه السمراء ضمن مخيلتي
وضمن حديقتي وهي أحد أشجاري
وكانت أحيانا تشبه الزيتونة أوالنخلة بثمرها
وبقيت هكذا حتى أتى الصقيع فدمرها
وتغير الحلم ولكن جاء الربيع فأحياها
مرة أخرى
ونقلت مكانها معي في تنقلاتي
وهي راسخة في مخيلتي
وتستهلك من وقتي وجهدي وتفكيري
في هندستها
أستيقظت من نومي في خريف عمري
لم أجدها معي
ذهبت إلى عالم آخر
وتركتني أعيش مع أحلامي
وأبني قصورا في الصحراء
فتقتلعها الريح وأعيد الكرة مرة بعد مرة
وأرسم مرة أخرى وأحاول أن أعيد حلمي
ولكن داهمني الخريف
وسقطت أوراق أشجاري
ورضيت بالواقع
ولم أسأل عن أحلامي ولا السمراء
التي كانت بمخيلتي
ولا حديقة أشجاري لأنها مجرد حلم
الكاتب
أبو قاسم الحربي البيجاوي
30.12.2021
روووعاتك💐
ردحذف