نبض نخلة: الأملُ الحزين // الكاتبة✍ عائشة العزيزي

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

الأملُ الحزين // الكاتبة✍ عائشة العزيزي

#الأملُ الحزين 


في كل يوم تخرجُ (أمل) إلى شرفة غرفتها، لتتأمل النادي المقابل لمنزلهم، وبعفوية الطفل رفعت كفيها الدقيقتين إلی السماء؛ لتدعو الله أن يحقق حلمها، وذات مرة أشتد شغفها، قررت أن تخرج ليلاً لتشاهد تمارين السباحة، ﻻحظ المدرب وجودها، وشرودها في مناظر الأطفال وهم يسبحون كعروس البحر، إقترب منها قائلاً ، بإبتسامة صافية تعلو وجهه :

ـ هل تحبين أن تكوني معهم ياصغيرة؟.

 وببراءة ولهفة علت صوتها، قالت : 

- نعم، سيدي كم أتمنى ذلك!.

سكتت لبرهة، ثم طأطأت رأسها قائلة في حزن:

- ولكن ماذا أفعل مع أمي، فهي لن تقبل بذلك، تقول أنها مضيعة لوقت ومستقبلي .

 قاطعها المدرب قائلاً :

- الناجح ياصغيرتي هو من يستطيع أن ينظم وقته ليبني حياته، ويصنع حلمه ولتعلمي أن كل الناجحين أبطال.

ردت الفتاة في حماس بريء:

- أنا إيضاً بطلة؛ لأني متفوقة في مدرستي، آآه ياليت أمي كانت مثل خالتي، التي تشجع صغارها  علی تحقيق أحلامهم، رغم تحصيلهم العادي !.


أضافت بصوتها الحنون، كأنها عصفورة تزقزق حوله :

ـ أخبرني، كيف لي أن أقنعها أنني أريد أن اصبح سباحة ماهرة، أقتنص الجوائز، وأحصد الميداليات؟.


نظر المدرب لعينيها الحزينتين الضعيفتين، و صوتها  الممزوج بالأمل الحزين، ثُم قال بعد تنهيدة عميقة، وهو يربتُ علی كتِفها الصغير، مداعبًا وجنتيها.

واصل قائلاً:

ـ أسمعي حبيبتي لابد أن تتمسكي بحلمك، و تُثبتي لأمك أنكِ قادرة على التفوق هنا وهناك، فكوني صاحبة عزيمة، قاومي ولا تيأسي، فما دام في قلبك ضي، تأكدي أن شمس حلمك ستسطع فيه ذات يوم .


أضاف في حماس بالغ، ممسكاً بذراعيها في رفق، ثُم قال:

ـ إسبحي بحلمك، وكوني الأولی التي لايوقفها موج، ولا يكسرها تيار، وتأكدي أيتها البطلة أن الكأس ينتظرك علی الجانب الآخر من الشاطيء.


 نظرت (أمل) إلى حمام السباحة، وهي تری المصابيح تتراقص علی مياهه، وعليل هواء الصيف يغمر الجو عطراً ، يتطاير معه خصلات شعرها الملون بالليل، تمنت وقتها أن تحضن كل ذرة فيه،  وتغسل جسدها الصغير به، تخيلت نفسها أنها أجمل جنية بحر ، ثُم نظرت إلی"كابتن" الفريق وهي توميء برأسها، والدموع تتلألأ في عينيها العسليتين، لتنحدر علی وجنتيها كنجمة تلمع في السماء، ومابين يأس ورجاء مسحت عنها هذا اللؤلؤ، ثُم ودعته بأبتسامة فاترة دون أن تتفوه بكلمة واحدة.

 وقف "الكابتن" يضرب كفاً بكف حزناً عليها، مغمغم ببعض الكلمات التي تسجل في تاريخ الإنسانية بحروف من نور.

- مسكينة ياصغيرتي، فوالله لو يعلم أهلكم قيمة أن يتركوا لكم العنان لتحققوا أحلامكم؛ ما ﻻحقت أوطاننا على العلماء والمبدعين فيها، ولتغير وجه التاريخ علی أيديكم، وعاد إلينا مجدنا الذي سلب .

                                                 

                 ✍ الكاتبة 🍁                      

#عائشة العزيزي

3/11/2021







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعترافات//الكاتب السيد سعيد سالم.

 اعترافات يا جميلة الجميلات ...  أحببتك بلا مقدمات  والليلة أبوح بالاعترافات صرت أنسج من بريق عينيكِ خيوط الكلمات صرت كمجذوب يتخبط أثناء الص...