الضغطُ يولّدُ الإنفجار // الكاتب✍أبو أيوب أحمد الحمادي

 الضغطُ يولّدُ الانفجار

سعدية فتاة متزوجة من إبن عمها دحام وهي تنتمي إلى مجتمع لا يعطي أي أهمية للمرأة ويصادر حريتها ويعتبرها أمَة بل وما دون مستوى البشر وعليها خدمة زوجها وأهله وأخوته صغيرا وكبيرا و عليها أيضاً الطاعة العمياء بل وعليها أن تتجرع التوبيخ والإهانة والضرب من زوجها دحام وأخوته لأتفه الاسباب حتى أخوه الصغير إبن العشر سنوات كان يضربها ويشتمها و ما عليها هي إلا ان تلوذ بالصمت المطبق وتبتلع القهر والذل من الصباح إلى المساء وعليها رعاية أولادها أيضا

 و أن تعمل بموسم قطاف الزيتون والحصاد بعمل اليومية ويأخذ زوجها أجرتها وبدون أي كلمة طيبة منه  تجبر كسر خاطرها بالإضافة الى حلب الأغنام في دارهم و تنظيف الزريبة من مخلفات الحيوانات و حوش الدار .....وذات يوم وبعد أن توسلت سعدية لزوجها دحام وذرفت أمامه دموعها و التي كانت تسيلُ على وجنتيها بكل حرقة لشدة شوقها لأهلها وبعد أن سمح لها زوجها دحام بالزيارة شكرته على هذا الجميل الذي وهبها إياه وهذا الكرم المنقطع النظير وكأن هذه الزيارة ليست من حقها

 و ذهبتْ ووصلتْ إلى بيت أهلها وشكتْ لوالدها ووالدتها ماتعانيه فوبّخها والدها وطلب منها عدم الشكوى لأنها متزوجة من إبن عمها وأهله هم أهلها وعليها الصبر ولو طحنوا بحجر الرحى على ظهرها الملح وحمض الليمون والفلفل الحار الأحمر والأخضر ورجعت وهي تجتر ظلم والدها الذي لم ينصرها بالإضافة الى ظلم بيت عمها وعندما عادت استقبلها زوجها دحام بالشتائم وراح يضربها لتأخرها نصف ساعة عن الموعد المحدد للعودة لتنفجر سعدية في وجه زوجها وتتحول إلى لبوة شرسة نتيجة الإحتقان المزمن وينقلب ضعفها قوة وينفلت ذلك البركان الذي بداخلها حمما يحرق ويدمر كل من يقف أمامه بدون أي رحمة وتضرب دحام بيديها وبكل ما يقع بين يديها من كرسي وطربيزة وطناجر و بكل ما أوتيت من عزيمة قد استجمعتها من قهر سنين الذل والهوان و بينما كانت تضرب زوجها وسط دهشته من تصرفها هذا الذي لم يكن يتوقعه ووسط صراخ اولادهم رمى دحام يمين الطلاق عليها والدماء تسيل من أنفه وفمه وشجّا عميقا في رأسه  وتفر سعدية هاربة إلى بيت أهلها لتستعيد شيئا ولو قليلا من حريتها وكرامتها التي سلبت على مدار السنين .....

✍الكاتب🌼

 ابو أيوب احمد الحمادي

4/11/2021