لغز و سجينة
استيقظت من غيبوبتها لتجد نفسها على سرير قديم مليء بالغبار جالت ببصرها في أنحاء الغرفة ليتضح أن كل شيء يبدو عتيقا للغاية الأثاث... اللوحات....الشراشف... أصابها الرعب لكنها لم تستطع الحراك بدا جسمها كما لو كان مخدرا تماما ظنت أنها لاشك في كابوس أغمضت عينيها علها تجد المخرج من حلمها البائس... فجأة سمعت صوت الباب يفتح كانت امرأة عجوزا شاحبة ترتدي ملابسا وكأنها من زمن أخر وضعت أمامها طعام الإفطار دون أن تنطق بكلمة...
صرخت وبكت لكنها لم تعرها أي اهتمام...
... بعد بضعة أيام استطاعت الوقوف بعدما زال أثر المخدر على ما يبدو العجوز استمرت في إحضار الإفطار كل صباح ولفت نظرها ابتسامتها المريبة التى تعلو شحوب وجهها الغريب محاولاتها اليائسة للهروب دفعها في الأخير للإستسلام فهي لا تدري مالذي يحل بجسدها حين تفكر في ذلك...
.تنظر من النافدة فتلاحظ إن العجوز تتفقد غرفا أخرى بنفس الطريقة في هذا المكان الأشبه بالقلعة الغريب إن تلك الغرف كلها تبدو خالية ماعدا غرفة واحدة في اليوم الموالي جلبت لها بعض الثياب على شاكلة ذاك الطراز القديم ومع إذن بالخروج والتجول بالحديقة...
سعدت كثيرا بالأمر كانت الحديقة جميلة ورائعة لكنها لم تستطع مجابهة فضولها اتجاه تلك الغرف استرقت النظر كلها فارغة لابد أن هذه العجوز مجنونة بالتأكيد الغرفة الأخيرة لاشيء يثير الاهتمام تفحصت بعض الصور بدت كأنها لأم وابنتها... سارة وابنتها ليزا توفيتا في جريمة قتل مروعة سنة 1831... التاريخ قديم جدا جدا نحن في 2021 ماهذا الهراء...
يوما بعد يوم كانت تفتش في الحديقة عما تعتبره مخرجا من مصيبتها إلا أن وجدت سردابا مخفيا تسللت خلاله ببطأ ثم مشت طويلا لكنها شعرت وكأنها تدور في حلقة مفرغة حتى لمحت طفلة تلعب بجوار كوخ صغير استغربت أمره لكن هذا لم يمنعها من الاقتراب...
_مرحبا يا صغيرة هل تعيشين هنا ودون أن تنظر إليها
_تفضلي أمي بالداخل
تبادلت أطراف الحديث مع تلك المرأة التي بدت مألوفة للغاية لكن الخبر السيء أنها أكدت لها أنه لا وجود لأي قلعة بالجوار هنا شعرت الفتاة أن الدماء جفت في عروقها خرجت مسرعة من الكوخ ظلت تركض وتركض إلا أن تعثرث وكادت أن تهلك غير أن يدا انقدتها في اللحظة الحاسمة...
_مرحبا يا نور آسفون جدا لإخافتك...
_من أنتم....؟
_انا سارة وهذه ابنتي ليزا وهذا العم سعيد
_ماذا تريدون مني لماذا تسجنونني...؟
_نسجنك من قال إننا نسجنك... أترين يانور كل هؤلاء الأشخاص من حولك إنهم مثلنا...
_مثلنا كيف...؟
_انظري هنا في الجريدة
.....نور عبد الغني توفيت في حادث سير سنة 2021
الكاتبة
رشيدة بو حبيلة
14.11.2021
روووعاتك🌼
ردحذف