الزنازين
قصيدة من رزنامة قديمة
.........
شَأْنُ الزَّنَازِينِ لَاشَمْسٌ ولا ريحٌ
مَابَالُهَا ذَهِلَتْ عَنْهَا الْمَفَاتِيحُ
مَابَالُهَا خَرَجَتْ مِنْ جِلْدِهَا سَئْماً
وَالصَّبْرُ مُحْتَرِقٌ وَالشَّوْقُ مَذْبُوحٌ
أَنْفَاسُهَا خَنَقَتْهَا ثَمَّةَ إخْتَنِقَتْ
فِيهَا وَقَدْ خُنِقَتْ لَوْ تَخْنُقُ الرُّوحُ
جَرْبَاءُ تَلْهَثُ وَاﻷظْفَارُ لَاهثةٌ
فيها فَسَائِرٌهَا دَامٍ ومقْرٌوحٌ
تَحْتَكٌ إِنْ كِلْتِ اﻷظْفَارٌ وَانْسَلَمت
بِالْوَهْمِ وَهُوَ سَقِيمُ النَّفْسِ مَطْرُوحٌ
مَجْرَى الصَّدِيدِ عَلَى جُدْرَانِهَا لِزَجٌ
رَطْبٌ يَنَزُّ فَقَلْبُ الصَّخرِ مَجْرُوحٌ
كَلَ الْخَيَالِ بِهَا فَالرُّعْبُ يُلْجِمُهُ
عَنْ شَأْوِهِ فَهُوَ رَخْوُ الرَّأْسِ مَكْبُوحٌ
مُنْبَثَةٌ فِى خَلَايَاهَا فَوَاجِعُها
فَالصَّحْوُ مَجْزَرَةٌ وَالنَّوْمُ تَبْرِيحٌ
خَرْسَاءُ ظَامِئَةُ اﻷحْدَاقِ يَرْمُقُها
مَوْت وَعِلَجٌ كَرِيهُ الْوَجْهِ مَقْبُوحٌ
وَالْفِكْرُ بَيْنَ عِظَامِ الرَّأْسِ مُنْكَفِيء
فلا يحركه إلا التسابيح
إِنَّ فِكْرَةً هَمَسَتْ فِى أُذُنِ جَارَتِهَا
فَاللَّفْظُ مُرْتَعِشٌ وَالصَّوْتُ مَبْحُوحٌ
وَالْوَجْدُ مِنْ حَرْقِ لْأَكْبَادِ يَنْسِجه
شَدٌّ وَجَذَبٌ وَإِيمَاءٌ وَتَلْمِيحٌ
غَيَوْمُهُ فِى الدَّجِى الْحِيْرَانُ حَائِرَةٌ
وَالصَّمْتُ وَالْآهُ إِمْساكٌ وَتَسْرِيح
الْعَالِمُ الرَّحْبُ فِيهَا غَيْرُ ذِي هَدَفٍ
فَهُوَ ادْكَارٌ بِذَيْلِ الشِّرْكِ مَمْسُوحٌ
وَاﻷرْضُ تَنْبُعُ كُفْراً أَوْ تَعِجُّعَ عمى
وَﻻسُيُول ولا فلك ولا نوح
الكاتب
منصور غيضان
4.11.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق