نبض نخلة: زينة الحياة الدنيا //الكاتبة جنى محمد الشيباني

الخميس، 4 نوفمبر 2021

زينة الحياة الدنيا //الكاتبة جنى محمد الشيباني

زينةُ الحياةِ الدنيا


منال فتاةٌ شابةٌ جميلةٌ وخلوقة من عائلة ميسورة تعرّفت على خالد زميلها في العمل من عائلة راقية وغنية كان يكبرها بعدة سنوات ..

 نشأت بينهما قصة رائعة بدأت بصداقة ثم تطورت إلى علاقة حب تكللت بالزواج ..

وعلى الرغم من السعادة الزوجية التي تعيشها منال مع زوجها كانت تشعر بنقص كبير في حياتها يهدد سعادتها ...بسبب عدم الخلفة والإنجاب

كان اهل زوجها يعاملونها بقسوة وبلا رحمة مع انها تتعامل معهم بكل تقدير وإحترام ..كلما إجتمعت الأسرة يلمحون لها بعبارات جارحة وبكلمات مثل السكاكين تقطع قلبها ..لم تسلم يوما من الأحكام والإنتقادات السلبية التي تطال مسامعها كل وقت وحين ...

  

لكن الحب الذي يجمع بينها وبين زوجها خالد أقوى بكثير من تلك النقائص والإنتقادات

عالجتْ منال وزوجها عند أحسن الأطباء وفي مختلف ولايات الوطن  لكن دون نتيجة ..إضطر زوجها أن يأخذها ويعالجها خارج الوطن عل وعسى يكون هناك أمل في الإنجاب

 

مرت السنون والأعوام ...

وهما على هذا الحال فقررت والدته تزويجه من بنت عمتها 

لكن خالداً كان متمسكاً بحب زوجته وكان دائما يقابل عرض أمه بالرفض ...

فنشأت خلافات بينه وبين أهله  ...ورفض أمه له لعدم تنفيذ رغبتها ...بحجة أنها تريد ان ترى أحفادها قبل أن تموت .....

مع انها كانت تتمتع بصحة جيدة


حاولتْ منال من جهتها ان تتفهم موقف حماتها ..لكن حبها لخالد كان يمنعها من تقبل فكرة زواجه من أخرى ...

كان إيمانها بالله وأملها كبير في أن يرزقها بعد صبرها خيرااا ...وكان دعاؤها دائما ...."ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين"


إثنا عشرة سنة مرت ومنال محرومة من نعمة الأمومة رغم ذلك لم تفقد وزوجها الأمل وتمسكا بحبل الله تعالى إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود حيث ذهبت كعادتها تفحص عند طبيبها الخاص فكانت المفاجأة عظيمة ...

قال الطبيب  ....ابشري يا منال أبشري ...هناك حياة جديدة تنبضُ في احشائك ...تفاجأت المسكينة مما سمعت ..أخذت  تبكي وتصرخ  كالطفلة ..كان بكاؤها هستيريا لم تكن تصدق كلام الدكتور ...

كلمت زوجها خالد بالهاتف وطلبت منه الحضور على عجل عند الطبيب كي يسمع الخبر السارّ بنفسه  و يتشاركا حلاوة الفرحة 

خالد لم يستوعب الخبر بعد من فرط الدهشة لما قاله الدكتور .....وقال : بعد كل هذه الفترة من الحرمان و المعاناة ....؟؟!!! رافعا يديه للسماء وعينيه مليئة بدموع الفرح ...شاكرا ..حامدا الله على جميل عطاياه بعد صبر جميل ..وخرّ ساجداً لله عز وجل ..كانت هذه اللحظة من أسعد اللحظات في حياتهما ..

...وبعد تسعة أشهر من الحمل ..رزقهما الله بتوأمين بنت وولد بهيي الطلعة  ...وعاشوا بعدها السعادة بمعناها الكامل

وكان هذا عوضه سبحانه وتعالى لهما نتيجة الصبر والقناعة بقضائه  وقدره


قال تعالى : {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} سورة الكهف


....الحمد لله على كل النعم



الكاتبة 

جنى محمد الشيباني

4.11.2021






هناك تعليق واحد:

دمعة//الكاتبة إكرام التميمي.

 دمعة  دمعة تنحدر من العيون ... تنساب بكل حزن ... على حلم مندثر ... من سحب العيون ... ما زالت تنهمر ... تصاحب الأوجاع بكل فخر ... وتشاطر الأ...