خمرةُ النسيان
قد خذلتني بعطرها و تاهتْ للبعيدِ
وساقتْ لب الوتينِ بظلمها الكريبِ
و الأيامُ تمضي بثكلها و لا تهتدي
أيا عمراً صارَ بدمعتي في المغيبِ
جرحٌ و قد رماني بسردِ الليالي
و يا لمر الطعنِ قد برعَ في تصوبي
تعانقني اللعناتُ بحدِ سيوفِها و
تغزو أحشائي و تهُدني بتخريبي
ترمي بجسدي مرّجمرها وتحرقني
يا وردةً رضتْ بقتلي و بتعذيبي
أجولُ في عصفِ الليالي وجعاً و
أعدُّ بدموعي بجداري و ترتيبِ
و أغفو حيناً في النوى من ألمي
وحيناً يصبحُ ذاتي كرمادِ اللهيبِ
أناجي الحرفَ ملءَ الريحِ في ونسٍ
ووجهُ الحرفِ غابرٌ بشكلهِ الشحيبِ
فأرتمي بحضن الورى من كؤوسٍ
سكرةٍ تغدو تحيرني بظلمها الكئيبِ
أنا الوجعُ من رحمِ الأقدارِ أشكو
لا فرحٌ قد زارني ولا راحةُ النصيبِ
و كأنني لم أهواها و أحرقُ فؤادي
حتى إستوى الجرحُ بغلهِ بتأديبِ
الأيامِ مرٌ وقد تناحرتْ بنزيفَ قلبي
والجرحُ عاندٌ بكسري بقيدهِ الرقيب
فنارُ الهوى قد أذلني كشاةِ البغضاءِ
فأبى بقربي يرضى و شوقُ الحبيبِ
يضجرني خاصماً فأرسو بمراكبي
بدرب الرياحِ و جمرُ الحزنِ ربيبِ
و كنتُ لصاحب الشوقِ دارُ مملكةٍ
فعلتي وجعٌ و كدرٌ بداري العصيبِ
فأرضى بما هداني الأقدارُ و إنما
أشكو وجعي و حزني للهِ الحسيبِ
القلبُ قد هوى بذلتهِ و جارَ شربَ
الخمورِ فنسيانُ الألمِ خمرهٌ شريبِ
صفراءٌ هي أوراقِ و الثلجُ بجسدي
القلبُ يدمعُ والروحُ بموكبهِ المهيبِ
بجوفِ الليلِ يعصرني الوما شُتاتاً
أدونُ المرايا بثوب الخوفِ الرهيبِ
فأتحايلُ على الضبابِ بسكرة الأيامِ
وقد أنجو من الموتِ بلحظةٍ عجيبِ
ربما تناشدني حرفُ القصيدة بنثرها
فأكتبها وجعاً بقهري بفشل التعريبِ
✍الكاتب🍁
مصطفى محمد كبار ......
3\11\2021
حلب سوريا
روووعاتك🌺
ردحذف