نبض نخلة: براكين اللهفة//الكاتبة إكرام التميمي

الاثنين، 1 نوفمبر 2021

براكين اللهفة//الكاتبة إكرام التميمي

 " براكين اللهفة "


هذا المساء وفي ساعة متأخرة من الحنين داهمتني الذكريات تمتطي صهوة الأحلام ، تباغت ليلي الطويل صهيل الاشواق ،وها هي ذكرياتي تؤرقني وتسرقني من نفسي .

حاولت ان أغمض عيني واتجاهل هذا الأرق اللعين ،لعلي أغط في سبات عميق ... 

لكن عبثاً أحاول !. 

لم يعرف النوم سبيلا إلى جفوني ، فها أنت تحاول بعثرتي من جديد . 


حاولت اللجوء إلى  الكتابة فهي سبيلي الوحيد لأعيد أنفاسي ونبضات قلبي إليّ طبيعتها،

أمسكت بقلمي لكني لا زلت أعاني من فتور في كلماتي ، فتركت قلمي وأوراقي تنوء بثقل ما بها  . 

ورحت أنبش أدراج ذاكرتي ودفاتر اللهفة ، وفي داخلي شعور اليأس المسكين . 


وفي غمرة انشغالي بترتيب أفكاري و أشيائي القديمة اجتاحتني الدهشة :فأنا ما زلت احتفظ برسالته الأخيرة . 

أثارني الفضول لأقرأ بعضاً من بقايا جرحي الدفين . 

انتظريني سأعود ولو بعد حين !. 

لقد اختارك قلبي والقلب لا يكذب أو يخون .

حينها أمسكت بقلمي ثانية وبدأت أخط كلماتي إليه . 

" ها هي السنون العجاف قد مضت سبع سنين، أو ربما أكثر من ذلك . 

وأنا لا زلت احتفظ ببقاياك بين دفتي هذا القلب . 

وكلما تمعنت  في ملامحك يتوارى طيفك خجلاً ربما أو ربما من أثر السنين .

تبدو غاضبا ، ثائرا أو باسماً ثم تتوارى من جديد . 


أعلم أن صورتك بدأت تتلاشى قليلاً أو ربما غطتها أغبرة الأشواق والحنين . 

لكني ما زلت احتفظ ببقايا عطرك الثمين وبعضاً من الحنين . 

لا أدري مالذي جعلني اقرأوك اليوم ؟

ما الذي أعاد وهج كلماتك في أعماقي ؟

أتراه موعدنا الحزين ؟....

الآن وبعد سنيني العجاف لا زلت انتظرك . 

لا زلت أتأرجح بين الحقيقةوالخيال . 

آه لو تعلم كم رجوت الليل كي  يطول لعلي اراك في منامي ..

وكم داعبت جدائل الغيم كي يهطلك  في أحلامي . 

لقد صرت أشبه بسحابة ماطرة تذرف قطاراتها دموع لا تكاد تجف حتى تعود من جديد . 

ختمت رسالتي  وغلفتها بدموع العين . 


وعدت ألتحف الذكرى وشاحاً دافئاً حيناً وصقيعاً أحيانا كثيرة . 

وفي صباح اليوم التالي خرجت الشمس من مخدعها لتدب الحياة . 

وشق الفجر بنوره ظلمة غرفتي  ، ففتحت عيناي  متثاقلة وثبت من السرير بسرعة وكأن الليل ما كان يعنيني ، أعددت فنجان قهوتي ارتشفتها على مهل ، ارتديت اجمل ملابسي وخرجت مسرعة إلى المحطة . 

جلست في ذات المقهى وذات المقعد المواجه لغيابه .

وفي ذات المكان وذات الزمان من كل عام يسرقني الحنين إليه . 

حيث كان يجلس يومها مقابلاً لدهشتي لأستعيد لحظاتي الأولى معه . 

تمتمت بامتعاض :لقد تأخرت كثيراً أيها الحب . 

بت لا أثق بك ولا بوعودك الكاذبة .


اغرورقت عيناي بالدموع ، تمسكت بكبريائي ونظرت نحو النافذة .

حدقت بزجاجها ، فلمحت نفسي من خلالها . 

كانت نيران قلبي تشتعل وتنطفيء بداخلي دون أي أثر . 

صرخت في نفسي متسائلة  :يا إلهي ..

ماذا فعلت بنفسك يا أحلام .؟ 

ألا زلت تقفين في المنتصف ؟

ألهذه الدرجة العودة إلى الماضي موجع والمضي قدما إلى المجهول أليم  ؟

أكان الرحيل مقيتاً إلى درجة الغثيان ؟

إلى متى ستنتظرين وهماً لا يعود ؟

عندها تذكرت قول أحدهم "لا بد لكل بداية  من نهاية " والآن حانت النهاية.

أمسكت الرسالة ومزقتها وضعتها على المنضدة أمامي وحملت معطفي وغادرت مسرعة كي لا تعيدني إليه براكين اللهفة .  



الكاتبة 

اكرام التميمي

2.11.2021




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استراحة مع المرأة//الشاعر حسين نصر الدين

 وقفة ُ استراحة مع المرأةٍ  ناصر ونصير المرأة دائماً : رسالةٌ إلى كل أنثى : امرأة أوفتاة،أم أوزوجة أوأخت أوإبنة أوصديقة تعملُ في مُعترَكِ ا...