فاتن
انتقل احد الموظفين الشباب العرب إلى إحدى الدول العربية وهي سوريا وكان عمله في العاصمة دمشق واثناء عمله هناك تعرف على فتاة تدعى فاتن و كانت تعمل معه فاستلطف الاثنان بعضهم البعض وعقدوا نية الزواج حيث تقدم لأهلها وتمت الموافقة وتم الزواج حيث رزق الزوجان بطفلين وبعد عدة سنوات أراد الزوج العودة إلى وطنه وطلب من زوجته فاتن ان تستعد للعودة وبعد مشاورات الزوجة مع أهلها رفضوا ذهابها معه ولما اخبروه بقرارهم خيرهم بين ان تذهب زوجته فاتن معه أو انه ياخذ الطفلين معه وتركها وهنا اتخذت زوجته القرار الصعب وهو ان تبقى مع ولديها وتذهب معه وسافرت مع زوجها إلى بلده والذي يبعد عن بلدها اكثر من خمسة آلاف كيلو متر ودارت السنين سريعا وكانت تطلب منه زيارة أهلها وكان زوجها في كل مرة يؤجل ذهابها لزيارة أهلها بسبب ضيق الحال حتى ضاقت به ذرعا و وراحت زوجته تهدده بالسفر رغما عنه وهنا أخفى جواز سفرها خوفا من عدم عودتها وحاولت استرجاعه لكن عبثا و لتدور الأيام بثقلها و ليزداد الثقل على كاهلها وخاصة بعد أن توفي زوجها وكبر اولادها وتزوجوا وتركوها وحيدة وتعتمد على راتب زوجها التقاعدي البسيط وتعاني المرض و من فراق أهلها ووطنها وقد اجرت إحدى الصحف معها مقابلة وتم عرض مشكلتها في الصحف مع اسمها الكامل و صورتها ليتعرف عليها أفرادا من عائلتها من كبار السن حيث تم توكيل محامي في البلد الذي تقيم فيه وتم استخراج جواز سفر من سفارة بلدها ودفع تكاليف عودتها لتعود فاتن بعد غياب اكثر من ستين عاما قضتها في بلاد الغربة حيث استضافها في بيته احد اولاد عمومتها بسبب وفاةوالدها ووالدتها واخوتها وكانت حالتها الصحية متعبة من كبر السن والذي تجاوزت به الخامسة و الثمانين وكانت تعاني من مرض السكري والضغط حيث تم إدخالها المشفى عدة مرات لتموت بعد عدة شهور من وصولها لوطنها
مع تحيات ابو أيوب احمد الحمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق