همسة
أريد أن أهمس في
أذنيك بعض الكلمات
يا الساكن في عمق الأعماق
بأقصى غرفة من غرفات القلب
وأنا لك ناصح أمين
اقترب مني أكثر من حبل الوريد
فقد ابتعدنا عن بعضنا
ولكن ليس أكثر
من مسافة بين موجتين
أو نبضتين أو شهقتين
دون أن ينقطع الحبل السريّ
مجرد سوء فهم
نحن لا نريد شيئا مستحيلا
طلباتنا أبسط من البساطة
أن تظل مرفوع الجبين
تطاول عنان السّماء
لنضع رؤوسنا فوق السحاب
بين النجوم
نريد أن تكون لقمة الخبز هنيّة
نريد أن تظلّ الطيور على أغصانك
تبني أعشاشها ولا تخاف الصحراء
نريد سواقي الخير جارية
ولا تخاف جفاف الينابيع
نريد أن تظلّ أشجارك مزهرة
مورقة ومثمرة
وكلّ حلمها المواسم
نريد أن تضرب جذورنا بترابك
نريد أن نحيا ونموت فيك
نريد أن نكتب القصائد
ّلأجلك ولمن نحب
نريد أن نراك نجمة
ولا كلّ النجوم
تضيء الدروب حتى لمن حولها
أيها الجميل الضالع في جماله
فإذا لم تكن للنائمين على الأرصفة
لبائعي العربات والبوشار
للنازفيين عرقا صباحا مساء
ولا تكفيهم سحابة النهار
لشراء باقة نعناع
ومن ينتظرون ليراتهم آخر الشهر
فلمن تكون
نريد سترة الحال
لنتفرّغ لعزّك دون أن تشغلنا الضروريّات
مجدك يبدأ من هنا
أيّها الوطن الحبيب
الكاتب
د.عبدالله دناور.
١٤/١١/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق