أعشق نجمة ...
على أكف الغيم كانت تنثر ضحكاتها كل ليلة وتسابق أترابها بعدد العيون التى تأسرها كل ليلة قبل أن تهش راعية النجوم بالعودة إلى المبيت فكانت نجمتي من النجمات الطائعات اللاتي يقدمن لتلك العجوز ذات العصاء المعقوفة والرقبة الطويلة والأنف المحدودب فروض الطاعة بإتقان حتى كسبت ودها وعظيم ثقتها فتخلفت ذات ليلة مقمرة دون أن تفتقدها تلك الشمطاء ذات العينين الجاحظتين حيث جلست هناك تهمت لي بين جبلين عظيمين وعندما اقتربت حد الافتتان أخذت تتلاعب بجدائلها وهى ترمقني من طرف خفي نظراتها كانت تخترق جوانحي بلهيب شوق لم أعهد له مثيلا الأمر الذي كان يعينني على برودة الليل وكبح جماح المخاوف فاجئتني بصوت شجي ينبت بين نهديها يترقرق بإنكسار الألوان المغرية بين الحرف والحرف وهي تسكب ابتسامة من أرقى أنواع الشهد تنزلق في دعة على أوتار القلب فيبوح بنغم ليس له صدى إلا في عينيها التي كانت تلتهم الكون من حولي وتتركني مصلوبا على ظل الأقدام التي تعمر المعابد كلما اشتد بها آوار الحنين لتنفث في روعي بسؤال يدغدغ غروري البشري أتراك اشتقت لي قالت وهي صامتة تدحرج السؤال المهيب في أوردة الجسم النحيل كإنفجارات بركانية يرتفع منها لهيب الشوق وكأنها سمعت الإجابة أردفت ومنذ متى كان ذلك منذ عانق نورك البصر والخاطر أجبت في صمت الضراعة والانكسار فلما تترك شيء منك يتغشاني قبيل الفجر بضحكتين أو ثلاث دون إذني تلعثم النبض وهو يهديها خطام الاعتذار كيف لك أن تفعل ذلك وإلى ما ستصل ترادفت رعود السؤال على مسامع القلب أن لك أن تعشق نجمة مثلي فأيقظ هزيمها الصبح من سباته وعند أول أنفاس الصباح هوت مسرعة إلى مرابىء النجوم دون أن تستطيع الإلتفات لترى خطى النبض التي لا ترعوى تقتفي عطرها وترسم الطريق في مضاء لا يفله الزمن ولا يحكمه صدى ولا إنعكاس....
الكاتب
عبدالله محمد الحاضر.
10.11.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق