أتدثّرُ بكٍ
___________
إطمئني
كوني على ثقة بأني
لن استسلمَ لهذا السبات الشتوي
كأيّ زاحف
البرد قادم لا محالة ..سنأكل البرد
أم سيأكلنا بشهيّة ك.دبٍ قطبي يبحث عن صيد
لا مدفأة ستدافع عنا
لذا سنواصل عاداتنا الصيفية
سأبحث عنك كما تبحثين عني
في الصيف كنت ألقاك في الحديقة
..تحت الأشجار في ظل جدار أو بناية عالية
أنتظركِ على مقعد سميته باسمك
كنت تأتين كنسمة عابرة
كهواء مروحة البيت الإفتراضي
بلا كهرباء ك.علبةِ كبريت وأصغر
هذا الشتاء الذي يتوعدنا
سنواصل عادتنا أبحث عنك كما تبحثين عني
.في الشوارع..في الساحات..فوق الضفاف قرب النواعير
أنتظركِ في كل مكان
سنواسي النواعير المقطوع عنها الماء حتى يحن
سنكون بجانب الأشجار الصبايا حتى يأتي الربيع
سنسأل باعة العربات المتجوّلة كيف يطعمون صغارهم
سنسأل التلاميذ ماذا يتعلمون
لماذا يقضون معظم أوقاتهم يلعبون بالكرة
وحقائبهم مرميّة قرب جدار المدرسة وربما ملطخة بالوحل
لماذا الصراخ والضجيج أعلى من صمت التفكير
سنمشي تحت الأمطار دون مظلات..نصفق للغيوم
الماطرة منها طبعا
ما رأيكِ أن نخوّض في برك الماء كالأطفال
سنسأل حتى يمل السؤال
السؤال معرفة
سقراط ليس أكثر منّا فلسفة
كان عليه أن يقول أنا أسأل فأنا موجود
سأسأل عنك في كلّ مكان
فمن يحب يفتش عمن يحب
ولا ينتظر مجيئه ..أكتبك أولا بروحي وقلبي
قبل أن تستلقين على مرج البياض
فأنت جميلة ومحبوبة تستحقين كل التعب
والأفكار.. كل الأجواء والأقلام والأوراق والمحابر
لتنامي فيها مثل عشتار في سهول الربيع
تستحقين كل النبض
أعدكِ سيكون موسمنا جيدا هذا البرد
سنمطر أكثر من هذا الغيم البخيل
ولا أعرف إن كان يبيع قطراته في مكان آخر
كما يفعلون على الأرض
سأتعبك معي فاستعدي جيدا
سندفيء بعضنا البعض
حتى إذا سألوني عن سرّ تعرّقي في عز الصقيع
أقول بأنني أتدثّر بكِ
هل تعدينني يا حبيبتي
أيّتها القصيدة
_____________________________
✍الكاتب🍂
د.عبدالله دناور. ٢٩/١٠/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق