نبض نخلة: رسالةٌ إلى غريب // الكاتبة✍نعيمة سارة الياقوت تاجي

الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

رسالةٌ إلى غريب // الكاتبة✍نعيمة سارة الياقوت تاجي


رسالةٌ إلى غريب///


بين حيرة وسفر دائم بين التيه وهذا العالم الغريب...غريب بكل أطواره وحالاته وأناسه...وكأننا بعثنا من كوكب غير هذه الأرض الجوادة المعطاء لو ندرك هذه الحقيقة...

بين كل هذا وذاك...سأشق صدر الأمل وأغسله بماء المطر...ربما تنفرج الأحوال...

سأخط إليك أيها الغريب 

همسات منتصف الليل وخواطر الصباح...

وحده الليل يدثرني حين تتعالى صيحات الوجع...

ووحده الصباح يبتسم حين تشرق الشمس من بين الفجاج....فنبتسم كرما ومحبة وأملا في أن تعود الشمس ثانية...

أيها الغريب...الشوق غلاب...والوجع يرسم خارطته المجهولة من الماء إلى الماء...

والعشق يكبر بين الجدائل...رغم الضياع...وفاء للجذور...للهوية...للعروبة...للمجد الحضارات الضاربة في عمق التاريخ...

ولكن هل تكفينا التهليلات بالماضي؟

أجبني يا غريب...

فكلما اهتزت أوتاد الخيمة على الضفاف

تساقطت حبات الكرز...شاحبة جافة

تبكي شجرة الساكورى

وأبتسم....

لأيقن أن الكائنات

تعشق في صمت....

فهل تسمع صوتي أيها الغريب.؟

النار تلهب...نيران صديقة بمفهوم الإستعمار...ولا غرابة ...فإننامُسْتَعْمَرون...تابعون فكريا...وإديولوجيا...

هل تدرك ما أعني؟

أو أنت كباقي الأحياء...بلا اَذان

أقفلوا أبواب السمع

وصاروا يهتفون  نحن نحب....نعشق التراب...نموت أو نحيا كما ردد عمر المختار...

وأي حب هذا ؟وأي عشق؟ وأي موت؟

 أجبني يا غريب...

أجبني في غياب السمع وفقدان البصر...وموت الشرايين....فهل تحيا الأرض وهل يحيا حب أو عشق أو نشتاق لنكهة بن؟أو رائحة خبزمغموس في الدخان؟  

هو ذاك...خبز أمي القديم....وجرة الماء على عتبة الدار...وأطفال يركضون غير مبالين بقهر الزمن...ولاغلبة الغالبين مكرا واحتيالا...

أطفال يلاعبون صوت الأمواج غير خائفين من الغدر ولا الغرق على زوارق الموت المرسلة ...

أطفال أبرياء حفاة عراة ...ولكن أغنياء بالحب المنثور بين زوايا الأمكنة...

يا غريب أستأذنك...وأعتذر إن أطلت الحكي...

فالخلاصة أصبحت سرا....والسر تشرذم.ٌ وشتاتٌ ونفور وبرزخ يفصلنا على الدوام...

يكسر فينا الأحلام...ويئد ماتبقى من أمل...

هي أسرار مخبأة بين الحقن نتداولها خلسة وعلنا...تحت سلطة الزمن الذي قسمهاجرعات جرعات ...فإما موت وإما استسلام لسلطة أقوى ...فلا حول لنا ولا يدا تمتد من تحت الموج لتنقذ الغرقى ألما وحسرة وترددا...وغبنا وقلة حاجة ...واستبدادا لأهل الإستبداد...

تحياتي لك أيها الغريب....وحدك تتقن الإنصات وتجيد كبرياء الصمت...

ولتبق على اتصال وتواصل...أحن إلى لقائك كلما اشتد الضنك...وتاهت بي الأفكار ...

ففي الجعبة أسرار تحت النار...

واللهيب أقوى من أن أخط لك كل الأخبار....

رسالتي إليك أيها الغريب احملها على محمل الجد...فكل رسائلي السابقة ضائعة...مهملة...لا حياة لحروفها المنهكة سوطا وصراخا ...قياما

وجلوسا...

لا حياة لمن ننادي...

أو لا نداء يحيي ما مات فينا واندثر....


✍الكاتبة🌿

نعيمة سارة الياقوت ناجي

3/11/2021





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعترافات//الكاتب السيد سعيد سالم.

 اعترافات يا جميلة الجميلات ...  أحببتك بلا مقدمات  والليلة أبوح بالاعترافات صرت أنسج من بريق عينيكِ خيوط الكلمات صرت كمجذوب يتخبط أثناء الص...