نـائِـحَ الدوح
يـا نـائِـحَ الـدوحِ والآفــاقُ تــسـمـعُــــهُ
..................... تـبـكي ويـبـكــيـكَ يـا غــرِّيـدُ مـرتَـعُـهُ
مـاذا رويـتَ سِـوى مـا فــيـكَ مِـن ألــمٍ
..................... فـوقَ احـتـمالٍ، ولستَ الـيـومَ تجـرعُـهُ
يكـفـيـكَ مِن جـزعِ المجـتـثِّ من وطنٍ
..................... لا الدهرُ يُسعِـفُـهُ ولا الأحـلامُ تُرجِـعُـهُ
ولا الـلـيـالي الـتي طـالـتْ بِــمُـنـصفـةٍ
..................... مَن يرقـبُ الصبحَ، أو فجـرَ ومطـلـعُـهُ
ولا الــجــنـانُ الــتـي كــانـت مُـظـلـلـةً
..................... أوفـتْ عُــهـوداً، ولا نـهــرٌ ومـنـبَـعُــهُ
لا تُـطـفِـئُ الآهُ نـاراً كــانَ مَـضـرَمُـهـا
..................... وسـطَ الـفــؤادِ ولا تُـجـــديــهِ أدمُــعُــهُ
أمْ جـئـتَ تـروي لـنـا عـمَّا جـنـاهُ فـتـى
..................... خـالـي الضمـيـر ولا تـقـوى وتـردعُـهُ
قـصَّ الـجــنـاحَ فـلا ريـشٌ ولا زُغُــبٌ
..................... تـلـوي الريـاحَ فـكـيفَ الـريـحُ ترفَـعُـهُ
أمْ أنـتَ مِثـلي تـرى دهـراً خُـلِـقـتَ بِـهِ
..................... قـد جـئـتَ مِن قـبـلِ أنْ تـحـيـا تـودِّعُـهُ
تـبـكي عـلى فَــنَـنٍ عَــمَّ الـخــرابُ بِـهِ
..................... واستـحـكـمتْ أبـشـعُ الأيـدي تُـقـطِّـعُـهُ
أمْ عـاشـقٌ جـارَ فـيهِ الدهـرُ فابـتـعـدتْ
..................... عــنـهُ ديـارٌ بِـهــا أمـسـى تَــولُــعُــــــهُ
أم في أُنـاسٍ هُــنـا كـانـت مـرابِـعُــهُــم
..................... حـتى اسـتحـالـوا إلى ذكـرى تُـروِعُــهُ
لا تـدرِ مـا تـبـكِ يـا صـداحُ وا أســفـي
..................... لــكــنَّــهُ مـوطـنٌ قــد ضـاقَ أوسـعُـــهُ
لهـفي عـلى الأرضِ لا رأيٌ ونـتـركُـهُ
..................... عــنـد الـلــزومِ ولا ثــوبٌ ونـخــلَـعُــهُ
لا يحـفظُ الأرضَ وسطَ المقـلتين سوى
..................... مَـن طابَ في كَـنَـفِ الأوطان مرضَعُهُ
مـهــمـا تــمـادى مُــنـاءٍ فـي تــقــلُّــبِـهِ
..................... لا بُــدَّ يـومـاً إلى الأوطـانِ مــرجِــعُـهُ
القصيدة من البحر البسيط والقافية من المتراكب
الكاتب
د. سعد محمود الجنابي
10.11.2021
روووعاتك💐
ردحذف