نبض نخلة: زمن السقوط//الكاتب محمد مصطفى البكار

الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

زمن السقوط//الكاتب محمد مصطفى البكار

 زمنُ  السقوط


الدهرُ مشى بدربنا وزرعَ شوكَ المسامير 

و الحمارُ  بذيلهِ  المكسور جلسَ  كالأمير 


شربوا  سكرةَ  الخمورِ  بكأسِ  المعاصي

كلابٌ غدوا نائمين  بقتلنا مثلَ الأعاصير


غرباءٌ بموطنِ الريح  لعبنا  بالوحلِ رعداً

و متنا  مع  الأمواتِ  في  الروضِ  الأثير


ركبنا الموجَ الغاضبَ و تهنا في العناوين

الفجرُكان ألماً وضباباً والليلُ باتَ سكير


بالأمسِ كتبنا على الشمسِ أغنية نوروز

الآن أصبحنا نلملمُ جراحاً بيومنا العسير


يابني أمتي الحقراءُ كم منكم  ملكَ ثوبَ

العروشِ حتى غدا  بمكرهِ  يلبسُ الحرير


وكم  منكم  رأى الصبحَ  بصورة الرحمنِ 

يبتسمُ فكان له مناهج القرآنِ و التفسير


فإن الغشاشةَ دارُ السقمِ وفاحشةُ الثكالا

فكيف ترمونَ أنفسكم بالهلاك دون تفكير 


قد كان  بدروبكم  ألفَ لعنةٍ  بعار  الزمانِ

فأنتم ككفارِ قريشِ شرٌ  و شركٌ و نحير


هل ملكتم من نهدِ  ساحرةٍ ثكلت بخمرها

فكان لكم  ثوب الدعارةِ  و رجسُ السريرِ


فهل  قرأتم  آياتِ  الرحمةِ  و كتبَ الرسل

وكم صدقوا أهلَ الحكمةِ  أصحابُ البعير


إن  هناك  كانوا  يحسبونَ  أنفسهم  إخوةً

و إذ  بهم  رموا  بطيبِ الأخوةِ  في  البير


يا غاصب البلادِ  تريس بنهج  القتلِ  قليلاً

دع القلوبَ  ترتاحُ بنعشها  فدموعها  غزير


فتشربونَ  دماء الفقراءِ بسكرتكم  الكريهةِ

تعبدون الأصنام كالعبيد و ليس لكم تدبير


فقد   مزقتم    وجه  السماء  بمر   ظلمكم  

أكانَ  عليكم طاعة الشيطانِ  ببوقِ  النفير


ذبحُ السنينِ   كان موجعنا  و دمعُ  الوداعِ

وكم  نمنا  شتاتاً  بظلمة الصحراءِ الضرير


و كم  دعونا  بصلواتنا  رب العرش  للنجاةِ

و ما دعونا  لغير الله نبكي فنور الله  كثير


قد لزمنا قبورنا هنا و كتبنا جرحنا نشتكي

و كم ترى من جرح بجسدنا مقيدٌ كالأسير


كان  موعدنا   مع العيدِ  صباحاً  لنلهو   مع

الطيورِ  فصارت  أعيادنا  قبورٌ و  مغاوير


عشرةُ  الثعالبِ  خاسرةٌ بسنينها و يا ويلنا

فكم  من  ثعالبٍ  حسبناها  يوماً   عصافير 


كرمُ  المرء  بدربِ  القدامى  فعاشر  أصيلاً 

ليسلمَ ظهركَ من الطعنِ بسيف قاتلٍ  شرير


العمرُ   سهى  بذلته  على  درب  الخاسرينَ

فكيف  ترضى الملائكةُ بذلنا بطول المسير


كنا بديارنا  نزرعُ السنابلَ و نقطفُ الزيتونَ

واليومَ  بغربتنا  صرنا نقطفُ الوجعَ  المرير


ياربّ السمواتِ والأرض أين  عدلكَْ الطيبُ

ماتَ  حجراً  من الظلمِ  و الكلبُ صار  وزير


لا  الأيامُ  باتت  تستحي  من فجورها  و لا 

الأقدارُ فياويلنا من دارٍ  سكانُها  باتوا حَمير


و إن غلبتم اليوم  الصقرُ  الجريح و هلهلتم

فأن غضبَ  اللهِ  آتٍ و كم غضب اللهِ  كبير



الكاتب 

محمد مصطفى كبار 

3.11.2021




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعترافات//الكاتب السيد سعيد سالم.

 اعترافات يا جميلة الجميلات ...  أحببتك بلا مقدمات  والليلة أبوح بالاعترافات صرت أنسج من بريق عينيكِ خيوط الكلمات صرت كمجذوب يتخبط أثناء الص...