رائحة الموت
لقد متُّ
نعم متُّ
منذ أمد بعيد
عيناي مثقلتين بالدموع
ورائحة الموت تملأ أنفي
لست أدري أين ومتى مت
لكني مت ذات يوم
ربما كان ذلك اليوم هادئاً وجميل
ربما كان في صباح ربيعي تعطره الورود
ربما كان ذات صيف لافح الهجير
أو في يوم خريفي كئيب ينزع الأوراق من حضن الأشجار
فتهرول بعيدا في دروب الضياع
تبحث عن مثواها الأخير
حيث مقابر الوحشة والنسيان
لست أدري
ربما ماتت روحي في يوم شتاء عاصف حيث تجمدت تحت صفع الزمهرير
وسكنت قبل هدوء السحر
وقبل أن تشرق عليها الشمس
وتسعفها بشيء من الدفء
ماتت روحي وتركت جسدي
يجوب الدروب
دروب الوهم والأحلام الضائعات
مجرد من الشعور سوى الشعور بالألم
لم يبق منه سوى خيال وبعض حطام
ذاكرة متهرئة تلهث خلف السراب
محظ طيوف تتراءى من بعيد
طيوف الطفولة التي تبخرت في مفارق الدروب وفي صمت المحطات
هذا الأفق الممتد إلى مالانهاية
أنا ضائع فيه
أبحث عن وجوه أحبتي
تلك الوجوه البريئة التي
رحلت بلا وداع
رحلت إلى مسافات المجهول
وأنا محظ جسد ينتظر
جسد مفرغ من الروح
لأن روحه رحلت ذات زمان
الكاتب
علي جابر الكريطي
14.11.2021
روووعاتك💐
ردحذف