نبض نخلة: تراتيل الألم//الكاتب مصطفى محمد كبار

الجمعة، 29 أكتوبر 2021

تراتيل الألم//الكاتب مصطفى محمد كبار

 تراتيل  الألم 


صرتُ في  الغياب

منذُ  البعيد  و  أنا

وحدي

تركتُ ورائي  كتب

ذاكرتي  الجريحة

نسيت  أن  أحيا بطريق

الرجوع

نسيت  أن  ألملم  خلفي

غبار  السنين  بدمعة

الوداع

أسيرُ  منذ  وقتٍ  طويل

في  سفري  في  ضياع

كم  جرحاً  طعنتني  عند

الرحيل  

وكم دمعةً  سقطتْ  من 

جدار  البيت  هناك

و منذُ  البعيد  مازلتُ 

أحملُ  معي  

جنازة  الصدق  و الطيبة  

من  زمن  الأمس  

العتيق 

أرفضُ  أن  أدفنها 

بزمن  النفاق

أرتمي  بذاكرة الأمس 

حيناً  للورى

و  حيناً  أتوهُ  بعالم

السراب  على درب 

النسيان

لا أتذكرُ  موطن  ضحكتي

ها  هنا  ببؤسي

لا  أتذكر  صرخة  أمي

و هي  تقول  

عد  إلى  البيت يا  ولدي  

قبل  أن  تتوه  على  طريق  

السراب  مع  الراحلين

و لا  أتذكر   متى  أنا

مت  مكسوراً  بخيبتي

في  الهلاك 

أصاحبُ  فقط  خمرة  

الكأس  المشعور  من

تذمري

بسكرتي  بديار  المنفى

ألهو  مع  الألم   

منذ  وقت  طويل  أنا

في  توتر  و  تعصب

بأسري

و لا  أذكر  كم  من السنين

هدرتها  في  زمن  

السقوط

فالجنونُ  يبعثرني  في  لوعة

المغيب

فلا  السيفُ  سيفي  

ولا  اليوم  يومي

و لا  الزمانُ  لمثلي  ها

هنا

القدر  يلعنني  منذ  كان

الغيمُ   ضباب

منذ   كان  سفري  بلا

عنوان  و  باب

هناك  بقي  قاتلي  ينتظرني

في  بيتنا  القديم

مازال  يحملُ  بيده اليمنى

سكين

و بيدهِ  اليسرى  كفني المطرز

بجرحي  و  آلامي

الليل  بات  ينحني  للغراب

بكل  ليلة  و  يسهو  في

تعب

و المطرُ  ودعَ  موسم

الحصاد 

من  سقوط السنابل

قبل  الآوان 

لا  قدرٌ  يشبعُ  من

قتلي  بلذتهِ 

و لا  الأوجاعُ  تهتدي  

بأضلعي  يوماً

الأيام  كلها  مبعثرة  في

غضب  الريح

و الطعنُ  قد  طالَ  بسيفهِ

المر  بجسدي

و  الدهرُ  راحَ  يزرعُ  الأشواك

بكل  الدروب 

من  سيحاسب  الأيام  على  رزالتها

لي 

من  سيكتب  على  نعشي

اسم  المرحوم  الفلان 

من  سيحملني  بموكب

الجنازة بوداعي  الأخير

و يقرأ  صورة  الفاتحة 

بهمس 

فأنا  على  درب  الهروب  

إلتقيتُ  بجروحي   

فإغتالتني  ثوب  

المواجع 

الموت  يحرقني   بطول

الأحزان  بين  جدران

الغربة

و النسيان  تذبحُ  ذاكرتي

بذكريات  الماضي

العتيق 

الريح  يلملمُ  من  أمامي

وجه  العيد  

قبل  صحوتي  من  نومي

الثقيل

و  الصباحُ  صار  يعبدُ

أنين  الحجر  

معتزلاً  موسم  الزهور 

والطيور  بقيت عابسة 

بوجه  السماء و

حزينة 

فلا  وقت  لي  لكي

أفكر  في  النسيان

لا  وقت  لي  لكي  أصرخُ

من  وجعي

الجدران  تراقبُ  بكائي

في  ضجر  الأسر

و القصيدة  تشبعني  ألماً

بالحرف  الحزين

صلواتِ  القهرِ  تسجدُ  

أمام  الرياح  المهاجرة 

بتمتمة  الهمس

و  كتبٌ  العبادةِ  سكنتْ 

عليها  غبار  السنين  

فلا  شيء  هنا  

يحررني  من  دمعة  السفر 

إلا  ابتسامة  صغيرة

قبل  الموت  

لأحيا  بها   في  الرحيل  

من  سكرة  الوداع  

القاتل 



الكاتب 

مصطفى محمد كبار

29.10.2021





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زواج القاصرات//الكاتبة فاطمة رشيد معتوق.

 زواج القاصرات من أسباب تفشي ظاهرة زواج القاصرات   عند بعض الأسر : الفقر: ويعد من أهم الأسباب المؤدية إلى هذا الزواج  الذي ينتشر بشكل كبير ف...