المرأة
تلك الجنةُ التي يؤوب إليها الكون بكامل كينونته .هي الحياة .كل الحياة .لا معنى ولا قيمة للحياة بدونها .
عندما تظل بروحها وانفاسها اي مكان حتى لو كان قفرا بلقعا يتحول على يديها إلى جنات وعيون .
عندما يبحر الرجل الي أي مكان في الأرض بدونها فحتما سيكون مصيره الفشل .وإذا تكرمت وصحبته فهو في ظلال النجاح .يصبح النجاحُ حليفه والحياة بمذاق الشهد . تعمرُ كل ما حولها وبها يشب البنيان والنماء .وبدونها سيظل الرجل طيراً حائراً بلا عش ولا مأوى ولا ملاذ .هل رأيتم عشا لذكر دون أليفة تمنحه سر الخلود .
المرأة . إحدى هبات الله السخية والجميلة للرجل .تكرم سبحانه وتعالى عليه بها. وليعلم الرجل بفضل الله عليه إذ منحه جنة .نعم جنة من جنانه لينعم في كنفها ..
ولو ألقينا نظرة سريعة على ما حدث على مرّ العصور من أجل المرأة .سواء هبات إلهية أو من صنع البشر .
أمنا هاجر رضي الله عنها .زوجة نبي وام نبي .
من أجلها فجر الله عين ماء لعيونها وهي تركض لطفلها الباكي عطشاً .عين . بها عمرت البقاء وتجمع البشر
فيكون لها بذلك شعيرتين من شعائر العقيدة . السعي والشرب من زمزم التي وجدت لأجلها . أيّ تكريم هذا !!!!
إمرأة فرعون . بها نجّى الله موسى من الذبح فكان نبياً وكلماً ومعلماً .
وقد دفع أغلى مهر لامرأة في عصره . عشرة سنين كاملة من العمل المتواصل مهرا للمرأة التي تزوجها وهي ابنة نبي .أي أنه لم يظلم .بل كان مهرا عادلا .
وعندما تسلم الرسالة وتوحي إليه كان برفقة امرأة .
والتي تقصت أخباره كانت أخته إمرأة . والتي أرضعته امرأة ...!!!
زوجة الملك البابلي .نبوخذ نصر .يبني لها حدائق معلقة .من عجائب الدنيا السبع .لأنها شعرت بالوحشة وهي غريبة عن ديار أهلها. يا الله .!!!!
.. مريم .. إبنة عمران . ام كلمة الله التي ألقاها إليها فولدت نبيا علّم الإنسانية الخير ..
ومسك الحديث عن المرأة في سيرة نبينا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
توفى أبوه . فرعته امرأة . وأرضعته امرأة .واستقبل الرسالة فأول من آمن به كانت امرأة .أمنا خديجة رضي الله عنها وقدمت له واعانته كما لم تعن زوجة نبي نبيها وزوجها من قبل ..
......
وكما قالت أخت فاضلة في تعليق سبقني أعلاه لا أريد أن أطيل عليكم .فالأمر اكبر وأهم وأشمل من مقدرتي على احتوائه في سطور .لكن .
لكن بقى لي بعض زخات عطر أضيفها لأجل سيدة الأرض .
المرأة . هي عطر القصيد . عقول وقلوب الشعراء وخبز أيامهم .
صانعة الحدث في كل زمان ومكان . تمسك بدفة الكون سواء في الصدارة أو من وراء ستار . من خلالها تحدد مصائر الأمم والبلاد والجغرافية .
سيدة الروايات . والفنون .
ولو نظرنا إلى التاريخ بحيادية نحن الرجال لوجدنا أن البلاد التي تقودها امرأة .تجنبت الحرب والدمار والقتال .وصارت أكثر ازدهارا ونموا وأمنا وسلاماً . إلا عندما يتدخل الرجل ويفسد كل شيء .ولو ترك لها زمام قيادة الأمم لما كانت هناك حروب ولا دماء . ولا غرابة .فهي خلقت للسلام .للدفء . للأمان .للحب .للحياة . للبقاء ..
وللنظر إلى هارون الرشيد .افضل أمراء الدولة العباسية في أوج عظمتها وكان محفوفا ً بكبار العلماء والمستشارين وأهل الرأي والمشورة .لكنه .كان يأنس ويسكن لرأي امرأة . أمه .الخيزران .وهي من هي .حكمة وفطنة ورجاحة عقل .
لم أشأ العروج على التاريخ القريب لأن الكفة ليست لصالحنا نحن الرجال بأي حال . سواء اتفق الرجال معي أو اختلفوا . .
وفي الختام . أقول . إن المرأة هي كل شيء . كل شيء .والبقية تدور في فلكها ..
الحديث عن المرأة ذو شجون محببة إلى قلبي .
طاب مساؤكم يا احبتي ..
✍الكاتب🌹
محمد علي العبيدي
1/10/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق