نحنُ شعبٌ لا يستحيّ
نحن شعبٌ لا
يستحي
هكذا قالها شاعرٌ
جريحٌ من قبل
و أنا أقولُ أيضاً
نحن شعبٌ لا يستحي
و سيأتي يوم و يقولها شاعرٌ
آخر من بعدي
لأننا نشتري القبيح بالغالي
و نبيع بالرخيص ذاك الطيب
الشريف
فنحن لا نستحي
لا نستحي لماذا
لأننا نحن من أحرقنا كتب الفائدة
و تجاهلنا علم الفيزياء
و التاريخ و الكيمياء
و نمنا ضائعين و عُرات بزمن العلم
و الثقافة من شدة الجهل و
الغباء
و طردنا و هجرنا من بلادنا
كل المثقفين و خيرة الرجال
العلماء
و كفرنا بالمطر و القمح و الزرع و نسينا
رحمة و غضب السماء
و كتبنا سخافتنا بمجال التعليم
و الشعر و الرقص و
الغناء
و بالسجونِ وضعناهم أؤلائك
العزلاء المواطنين الصالحين كأسرى
بلا طعامٍ و بلا
ماء
و كالعبد قيدنا صاحب الرأي
و الكلمة الحرة
في غرفٍ ضيقة مظلمة
بين يدي السجان الحاقد
الظالم بظلمه السوداء
ليموت بعذابه ذاك المعتقل
من شدة الألم و العناء
همنا الوحيد الثرثرة و المسخرة على صفحات
التواصل الاجتماعي
و الفسفسة على بعضنا
البعض
و ملاحقة الجنس و الصور و عورة
النساء
و شاطرتنا تكمن
اللعب بمشاعر الجنس اللطيف
و تقديم المدح و المداعبة
السلسة بهنَ كمرحى و
سناء
صدقوني نحن شعب
نسونجي بإمتياز وساقطون بصفحة
الجلاء
و نسمي أنفسنا
مسلمين في الهوية
نناصر المنافق و نحقر
الطيب العفيف و نرجم وجه الحق
بلقمامة
كم نحن حقراء و مساكين و
فقراء مثل القطط الأليفة ننام
ساجدين أمام الكبرياء
النساء تحجمنا
الأقدار تلعننا
و البشرُ ترجمنا
و الأقاربُ تغدرنا
والشياطينُ تشردنا
و الكلابُ تأكلنا
والحكام تستعبدنا
والأحزابُ تفرقنا والصلواتُ تكفرنا
والأحزانُ بقهرها و ذلها
تدفننا بين الرياح
ثم ننسى متى متنا بين
الغيوم
فنحن لا شيء في زمن
الإنسانية
بزمن النساء و الحكام و الملوك و
الأمراء و تجار البشر
نركضُ خلف التافهة كالثعالب
الجائعة الصفراء
كم خسرنا من أنسانيتنا الجميلة
و كم خسرنا من
الشرفاء
و كم نشرنا في أسواق الرجالِ
من قلة أخلاقنا للبيع أحلام الأمومة
و جسدَ النساء
كم ظلمنا المستضعفين و الناس
الفقراء الضعفاء
و أهانا زمن الهندُ و الذوليخةُ و
الغيداءُ و الخنساء
و عصر زنوبيا بكذب رجولتنا
أمام الروم
في زمن الرجولة الفاشلة
الناقصة الخنسفساء
و كم سجدنا من قيلة الحيلة
أمام أحذية الأثرياء
و كم رقصننا كالقرورد
في عصر تمارة و دينا و روبي
و الهيفاء
و تاجرنا بإرتفاع الأسعار
للسلع
و بلقمة المواطن لعبنا طويلاً
فكان الفحشاء و الغلاء
فنحن البشر وجودنا يعني هو إبتلاءٌ و
بلاء
نحن من دمرنا عرش الأندلس و بعناها
للأسبان الغرباء
نحن حطمنا راية الإنتصار منذ البعيد
بحكمتنا البلهاء
نحن للخير و للعطاء و بصلواتنا لله جداً
بخلاء
فنحن أصحاب البيعة الكبرى عبر
التاريخ منذ زمن الآلهة
إلى زمننا هذه الجرباء
فنحن من قتلنا و شردنا من البلاد تلك العقول
الفهيمة
نحن شعبٌ لا
يستحي
لأننا نحن من كتبنا بكتب التاريخ لغة العنف
و الشتيمة
ونحن من شردنا مريم و امها و سعاد وقالوا
الحليمة
كم أنا قلت
نحن شعبٌ لا
يستحي
لأننا جعلنا نحن أن تنفرد ُ بنا و تحكمنا تلك القلوب
اللئيمة
لأننا شعبٌ ننصنعُ المعجزات
من السراب و الوهم
ننام مع الشيطان و ندوس على الضمائر بأقدامنا و
أحذيتنا القديمة من أخلاقنا
الكريمة
لذا نحن لا نستحي
و لأننا نحن من صنعنا زمن القتل
و الرزيلة و شرعنا فتوى الكره و الحقد
و الجريمة
فنحن شعبٌ لا
يستحي
نحن فقط من قتلنا تلك القيمُ القديمة و مزقنا
الألفة بين المجتمع الواحد
و وضعنا بين خرائط بلادنا أسلاكٍ
شائكة و حدود من الإسفلت
و جنودٌ ترمي بالرصاص
الحي
على الفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش
للنجاة
أليس التونسي و الجزائري و الموريتاني
و الخليجي و المصري والعراقي
و السوري و كل الوطن العربي هم
إخواني
و بلاد العربِ كلها أوطانِ
أي كذبٍ زرعتموها برؤوسنا
المتعبة
ألسنا نحن أخوة في الدين
ألسنا كلنا عرب و مسلمون
و كل الأديان لله وحده
ألسنا كلنا من بني الأمة
الواحدة
فلما القتل إذاً بين بعضنا
البعض
لما وضعتم الحدود و الجدار
بيننا إذاً
و لما نحن نصفق لوجودها
جميعاً
من يفرقنا
من يهلكنا
من سما بلاد بأسماء
مختلفة
وكلنا أبن آدم و حواء
و ذو لونٍ واحد
عرب
عرب نعم نحن عرب و طوائف
أخرى لنتعارف لا لنتقاتل
من يحكمنا و يتحكم بنا
و يحكم حكامنا الضعفاء
فلم يعد هناك من يحترمنا أحد من
أعداء الأمة
و يحسب لنا حساب بسبب
فرقتنا المذلة المهينة
بأيدينا نحن
أصبحنا للأعداء فريسة كأغنامٍ ونيعاجٍ
سهلةُ الغنيمة
نحن جراحاً شديدة الوجع
بنارها الأليمة
نحن شعب ٌ لاااااااااااا
يستحي
فنحن من صنعنا للظالمين تماثيل و عبدناها
عبر التاريخ بشعاراتنا الكاذبة و هتفنا
هرائاً بمدارسنا العديمة
كم نحن أمة عظيمة
درسنا بطولات القدامى و حكمة الأساطير
بكتب التاريخ
دون أن نطبقها على
الأرض
بأرض فلسطين و الجولان ضدد
المحتل الغاصب
نحن جعلنا أن تحكمنا و تسَير أمورنا
الفوضاوية
تلك الحمير التي بعقولها
البهيمة
و شوهنا بداخلنا كل الأشياء
السليمة
سنبقى للأبد نحن شعبٌ
لا يستحي
لأننا رمينا بأخلاقنا في الحاويات القمامة
و جلسنا نشرب الأركيلة كالخواجات مع
الفتيات
بعصرنا الحديث و نحن نضحكُ و نمرح
سعداء
و نشرب العرق مع صحبة العائلة و
الأصدقاء بساعة العشاء في
المساء
نحن حرفنا أولادنا عن الصواب
نشتري لهم المسدسات بدلا الدفاتر
و الأقلام
نعلمهم كيفية القتل و الذبح منذ الصغر
كأكشن الأفلام الغربية الفاسدة لأجيالنا
القادمة
نحن من سرقنا التراث من اوطاننا
لنبيعها ببعض دولارات
و نحن من إغتصبنا نسناء
بعضنا من قلة الشرف
و أحرقنا و قتلنا و هدمنا
و عملنا فظائع ببعضنا
البعض في بلادنا
العربية
و نحن كنا للغرباء مرتزقة و خدم و
عملاء
لنهدم أوطان بأيدينا الوشخة
المجرمة
و نحن من جعلنا من أجساد أخواننا
بالدين أشلاء
و نحن من جعلنا من المخيمات النازحين
مقبرة جماعية
و شردنا الناس من بيوتها ثم
سكنناها كلصوصٍ و غُزاة مثل العصر
القديم بزمن الجاهلية مثل
الحيوانات
فنحن السبب من جعلنا أن تبكي قهراً مع العجوز
من جوعها و بلا مأوى تلك الطفلة
اليتيمة
فكم نحن حقراء و ساقطون
بصنع الجريمة
و لأننا لا نستحي من الله
و لا نخاف منه
تكبرنا عليه و رفعنا أسمه بغزاواتنا
الدونكيشوتية من جنوننا و
حماقتنا
في السرقة و السلب و التعدي على شرف
الناس و هلهلنا الله أكبر في المعاصي
بكل أعمالنا الإجرامية
و لأننا شعبٌ فاشل و ساقط
و مكانتنا آواخر الشعوب من بين
الأمم
سنبقى شعوبٍ لا تستحي من
السقوط
لأننا نحن من زرعنا بمستقبل أولادنا براكينٌ
و مصائب و محيط ٌ من أحزان الدموع
الأليمة
فنحن صغار القوم و أقزام و عجائب الحكايات
الكارثية و موطن الأوجاع
الرديمة
و القرود نحن سبقناها منذ زمن
بتسلق العواميد و الخوازيق
القاسية الموجعة
فنحن من باع فلسطين
لليهود
و نحن قسمنا السودان و مزقنا
اليمن
و لأننا شعبٌ لا يستحي
أكملنا طريق الخراب و
الهدم
دمرنا و فتتنا أرض الشام
العتيقة
و أحرقنا سورية مع بلاد
الرافدين بفوضى القتل و
الدم
ثم خربنا ليبيا الحبيب و طيفنا
لبنان الشقيق و دمرناه
و نحن من أسقطنا مدينة الزيتون
عفرين بأعلامنا و صورنا
للزعماء الغرباء
نحن صنعنا لأنفسنا أحزاب و كتل
للتفرقة لا للوحدة
و جعلنا من الأديان فرقة بدل
الجمع
و حرضنا كل الشعب العربي ضدد
بعضه و أهدرنا الكرامة و أكثرنا
من المقابر و كبرناها
و حولنا كل البشر الأحياء ببلادنا
إلى أموات مقهورة
فأصبحت شعوب بلادنا تأكل
بعضها البعض من أحقادنا و غلنا
فكم نحن شعبٌ
عظيم و حاقد يا أمتي
العظيمة
كم نحن عظماء
أمام عظمة مرآة محمد
و عيسى و موسى
فأين زمن الرسول محمد
و الرحمة
و أين زمن السلام و عيسى
الطاهر
و أين طيب و حكمة
موسى
و أين دواوين الشعراء
الكبار لنشر الثقافة و اللغة
العربية للتقدم نحو
الأمام
و ما معنى و نفع الشعر المقاوم
لمحمود درويش و الجواهري بهذا
الزمن الجبان
و أين فصاحة المتنبي بقوة
الحزم و الجزم بمجالس العربان
و أين عدالة عمر و الرشيد
و شجاعة أبن الوليد
و سيف حمزة
و هل سمع أحدنا صوت بلال
بوقت الآذان
فأين زمن الرجال الحقيقين
و أين و أين و أين و القائمة تطول
و تطول
فنخن نفتخر بالعظماء القدامى فقط
في الكتب مجرد كلام في
الهواء
و نشوه بأفعالنا تاريخنا القديم من قلة
الأخلاق و ضعف الإيمان
كم نحن شعبٌ عظيم لا
يستحي
و نفتخر بما لدينا من قلة
الحياء و الفشل
لأننا شعبٌ لا يستحي
فنحن بكل طوائفنا سائرون في
الخراب و قتل بعضنا البعض على
الهوية و الطائفية من كثرت
الأحقاد
و لأننا لوحدنا من بين باقي الشعوب
العالم
مسلمون و من دينا واحد و نبينا
واحد و الله واحد
فلماذا إذاً نحن مفرقون و
مجزؤون و مختلفون
نحن جديرون فقط بالحماقة و الجهل
و عدم فهمنا لبعضنا و برسائل
الأنبياء
و رسالة نبينا الكريم محمد و روعة
خلقهِ العظيم
و كم و كم و كم
خذلناه و خذلنا بعقولنا الصغيرة كتب
السماء و كل الأنبياء
فنحن شعبٌ لا
يستحي
لأننا شوهنا كل شيء
جميل
إبتدائاًَ من البشر مروراً بالسماء
و إلى الحجر
فنحن لا نتقنُ من مجد و عظمة الأنسان
إلا لغة الهروب و الفشل و الهزيمة
نحن شعبٌ جريمة بحق
فنحن لا نستحي
لا نستحي
و إن حكمتم علي بالموت و
الشنق و وصفتوني بأبشع
الصفات
مثل صاحب القصيدة
المشهورة الذي شنقَ من
قبلي و قتل
فطبعُ بلادنا هو القتل و
السجن
فعلى القطيع أن يبقوا عبيد
خرساء
فالحقيقةُ مرة و صعبة على
الجميع
و الميزانُ غير عادل في
بلادنا العربية
فتقبلها مني إذا قلتها ألف
مرة
نحن شعبٌ لا يستحي
لم و لن يتغير من شكل
اوضاعنا شيء بعقيدتنا
الراسبة الضبابية الفاشلة
فنحن شعبٌ لا يستحي
لا يستحي و لا
يخجل
لأننا نعاشر الكلاب للعظم
و نسمعُ النصيحة بكل إتقان
من الحمير
و نتسابق بشرنا مع الشياطين
و أحياناً نسابقه بمسافات
بعيدة شاهقة
و نُزيف الحقائق و الوقائع
الصادمة و ننحني أمام الطغاة
من خوفنا و جبننا
و نخاف كثيراً من المواجهة مع
الصدق و الإعتذار من ذاتنا
المكسور المتحطم
فنحن رجال و شجعان
على بعضنا فقط ؟
فكيف نستحي إذا كنا
غير صادقين .......... مع الله 🗣
فالكلام في هذا النص موجه
للسيئين فقط ....... ؟
أم الطيبون هم الخير لنا و هم
الأمل ببلادنا العربية التعيسة
✍الكاتب🌼
مصطفى محمد كبار
29\10\2021
حلب ........ سوريا