..نفقُ الفِراقِ
هنالك لحظاتٌ تمرُّ علينا نُعَدُ فيها من الأموات ..
حيث لا أمل للحياة ولا رغبة لمقابلة الآخرين..
فيضٌ من المآسي يجتاحك عندما تأتيك الخيبات والسهام من الخلف فتنظر خلفك لتجدها من أقرب الناس إليك...
حينما تأخذك الذكريات إلى الورى ..
عندما تغمرك الأزهار تضربك الرائحة ..
كانوا كغيمة واحدة تآلفا و اجتمعا معا ...
ما كان له ان يستظل من حر الصيف إلا بأهدابها ..
واذا عصفت به نفحات الشتاء لا يستدفيء الا بأحضانها...
واذا عصفت به ذكريات الحنين لا ملجأ الا لذكراها...
لا تتطلع عليه الشمس الا واسمها بين شفتيه...
ولا يخرج هو الا من بين اجفانها علي هيئة قصيدة عذبة....
كل ايامه عيد بقدومها..،
ولكن سرعان ما جار الزمان عليهما فكانت الطعنة قاسية علي قلبه، فأقسم ألا يحب امرأة بعدها ..
وصارت الدنيا هينة في عينه لا يرتجي منها شيئا غير الموت..
بل كانت حياته اكثر وجعا من الموت كلما تذكر خيانتها له ...
عشرون عاما وهو يمسح دموع من الدم في الظلمة....
كأنه كرسي بلا سنادة في وسط صحراء قاحلة ...
فلا نهاية اتعس له من تلك النهاية....
✍الكاتب🍁
عبدالله البدري
26/9/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق