معشوقةُ قلبي
كان لها من البشاشةِ ما يفوقُ شجاعةَ عنترة و فصاحةَ المتنبي و هيام قيس فـ كيف لمثلي أن يستعصم أمام حُسنها ولا يفتنهُ وجهُهَا الوضاحُ؟!
وإن كانَ لي أن استعصم فـ كيف أنجُو من ثغرِهَا الباسمِ؟!
فـ والذي خلق الجمال لو أنها تحيا في زمن امريء القيس لكان لها نصيب الأسدِ من المعلقاتِ.
ولكنها رحلت قبل أن أخبرها بأني مولَعٌ بها أكثر من ولعِ ابن الملوح بـ ليلي؛ وتركتني وهي لا تعلم أنها بمثابة بثينة التي صار أسمها مرافقاً لـ جميل وهكذا وصلوا إلينا، فـ كم أخشى أن أموت وهي لا تعلم، وقد أفعل مثلما فعل جميل وأترك وصية لشخص ما أطلب فيها:
_" أخي إذا متُّ أرسل لها هذه وأخبرها أني رحلت بلا رجعة، وقد كنتُ أود أن تعلم بأني صائنٌ لعشقي لها، وكم وددت أن أطلب منها مسامحتي مثل ما فعل ابن زيدون مع أبنة المستكفي، ولو أنها لم تذهب ل علمت بأنه لم تكن هناك امرأةٌ أقرب منها إليَ، و يا ليتها كانت تعلمُ قول عبلة:
_" لو ملكَ عنتر مائة امرأة ما يريد سواي...."، لكنها كانت لا تحبُ الشعرَ ف كيف لها أن تعلم؟!
فـ يا ليتني كنتُ قلت لها قبل رحيلها:
_" أحتاجُ أن ألمسَ يديكِ قبل الفراق، عسى أن أستطيع الحياةِ بعدك "
فـ كانَ من الممكن حينها أن تبقى ولا ترحل، ولكن تلعثم لساني من الحزن فـ رحلت ولم أقل شيئا.
وحين سُئِلت عن ما هو أكثر شيء يسعدني قلت:
_حين تناديني ب تعال يا عمري، وأما قمة سعادتي فـ حين أجلسُ بين يديها و أتأملُ سحرَ عينيها، فـ والذي خلق الفؤاد لا يفرحُ القلب شيئاً مثل فرحتي وأنا أطالعُ الحور الذي تفردت به.. نعم تفردت بحورِ وكأنها ليست من نسلِ حواء، ف يا لها مِن نعمةٍ مَنَّ الله عليَ بها، فـ سبحانَ من خلق حسنها الخطاف الذي جعلني أرى معها حلاوة الدنيا وكم هي حلوة خضراء وكم كنت محروماً من التمتع بها قبل رؤيتها.
و دعوني أخبركم بأن من شدة تعلقي بها أصبح تأملها كأنهُ وِرد يومي لا أتركهُ مهما كان لدي من المشاغل التي لا تحصى. فـ هي كانت عوض السنين العجاف التي أنهكتني وهذا جزاء صبري، ولكن القدر فرق بيننا وحرمني من وِردي.
فـ اللهم بارك في عمرها و أحفظها من كل سوء وأرزقها سعادة لا تنتهي و فرحة تنسيها هموم الدنيا.
✍الكاتب🍁
محمود أبو زيد باشا
26/9/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق