لنْ أُغــــــادرْ ........ ..... .....
لَن أغـــادرْ ..
يا جدار العزلة الخرقاء
يا وَجَـعِ السواترْ
رغمَ صمتِ العالم المجنون عن طفل الحجارة
و انكدار الشمس في قلق المعابر
سوف نبقى
لن نغادر
سوف نحيا مثلما الزيتون أحراش الجليل
مثلما العناب في سفح الخليل
رغم ثلج الاعزل الخذلان
بارود العساكر
سوف نبقى
سوف نحيا
و تكابــــر ....
ارجحيني ..
زمليني
بعثريني و انثريني
في نشيج الريح
نايا من حنين
يشعل الأضلاع وجدا
ينحني صخبا عتابة
يوقظ الجمرات في روح العوابر
أياهذا الجاحد الغريد نجوى
صدمة الاعماق في همس المرايا -
حين تمسي الروح بندولاً كئيباً
عُزْلةً بلهاءَ تخنُقَها السَّتائِـر ْ
فمحال يا صديقي ..
أن أرى قبرا لأمي
يستباح الآن في في دير العصافر
يا ضياعي -
كيف يغدو سهلنا المخضر قارا
تتلاشى كل اذكار الطفولة
و تصر الأرضُ
دخّـان سَجائـرْ ..! ؟
سوف ابقى و أكابــرْ ..
لن اطأطيء لن أغادر
مثلما جئـتُ بريئاً -
سوف أحيـا
سوف أبقى
طينةً بلهـاءَ
من مَطَــرِ الخَواطِــرْ
مثلما الدَّرويشِ و الرُّهْبان
بُــرءاً -
سوفَ أبكي
كي تذوبَ اللعنـةُ الآثـامُ
عن قَلَقِ المَعـابِرْ ..
سأكابــرْ
و على ناياتِ حُـزْني
يُورقُ الصُّبارُ
من آهِ الصِّغار
إذْ تَحَنّـى الياسمين
اللّوز
و العشب المدمّى
مِن شُحوب الماطراتِ الموتِ
أَطنــانَ القَنـــابِرْ
لن أُغـــادر ْ ..
سوفَ أبقى
سوفَ أحلمْ
و أصابر ْ
كي يُغَـنّي النَّخــلَ -
مــوّالُ الحَمــام ْ ..؟
و تَجُوب الفجـــرَ
أسرابُ الفَــراش
في حُقــول السَّوسَنِ المِغْنـــاج
مَياس الخَواطِــــرْ ...؟
لا تُغــــادر ..
هل يغصُّ الشارعُ الموبوء
في رُعبِ الفَـــراغْ
بالمقاهــــي
و بأصواتِ حميماتِ النَخيلْ
ينطفي الرُّعبُ
البنادقْ
تختفي هذي الحَواجــــزُ
ينكفـي قلقُ السَّواتــــرْ
بَصَمـــاتُ
المَوتِ و الخِــذلانِ
و الحرمـانِ -
آهــاتُ اليتـــــامى
و دخـــانٌ يَصْطَلي الأرواحَ
لوعاتِ عُـــروجٍ
و يُصَـــمُّ العالمُ المجنــونُ
عن سـَــيلِ الكَبـــــائرْ
يا إلهـــي ...
كم ستشقــى
خُضـرةُ الحقـــل
و ترتاعُ العصافير ُ-
- الــورود ..؟
إذْ تدوسُ الشمسَ
أحذيةُ العَساكــرْ
يا إلهي
قـد تعبنـــــــــا
قـد مللنـــــــــا
شاهــداتِ المــوتِ
للمجهــول
في صمت المقابـــرْ
لن ُأغــادرْ ..
سَأُكابـــــرْ
رغم كلّ الموتِ و الخذلانِ
و العُربانِ و الغربانِ
و الإنسانِ و الشيطانِ
مبيوع الضمائرْ
بائسٌ صَمْتي
و صوتي لا يُغـــــادرْ
خائفــاً
ظـلّي وحيداً
- من حَفيف العَصفِ مرعُوباً
أُحــاذرْ
من أُحــــاذرْ ...
يا تراني
نـــزوةً حمقــاء
تحكمهــا المخاطـــرْ
ما أُحــــاذرْ
ما أُكابـــــــــرْ
رغـمَ كل الخوف و الخذلانِ
أفواج الكواسرْ
لن أُغـــادرْ
خـذْ كما شئتَ و دع لي
ضحكةَ الأطفــال - دعهـــا
أيها الحقـدُ المسافـرْ
رغم سحقي و اكتوائي
رغم حزني و انطفـائي
لن أغـــادرْ
أنا ما زلتُ و درويش
نُغنّـي
نزرع الألحان و العصيانَ
في الجُــدرانِ و الصيصانِ
آمالا نُغَنِّـــي -
لطلوع الصبحِ
و المجهولِ
في صَـــدَأِ الحناجـــرْ
فـإذا ما مــتُّ منســيّاً و مجهولاً
سَتَـــربو
من عظامي العاويـــات الـــزُّرق
أزهـــــارُ المشاعــــرْ
فأنا بـــرقٌ
وُ صعلوكٌ
و شاعـــرْ
دعكَ من دربي فحــزني
لو تمطـى -
مثل أسـراب السّنونو
رقصةٌ حمقاء في حقل الخناجــر
لن نغـــادرْ
أنا من هذا التُّرابِ
سوف أبقى
رغــم سحق البطشِ
و الطغيــان
و الخـــــذلانِ
صوتاً حالماً
فالليل وعــــدٌ
رائـــعٌ
و الفجــــرُ ماطــــــر ..
الكاتب
احمد القيسي
1/9/2021
روووعاتك...🌼🍂🌼
ردحذف