خبير لغات
حوارية نثر تعبيري ايقاعية
........................
سألني فيلسوف .
يا شاعري
هل تجيد التحدث بلغات أخرى ؟!
غير لغتك الأصل؟
قلت نعم..
أجيد لغة الطير.
و لغة الزهر.
و لغة الفجر.
و لغة البحر .
و لغة العطر.
و لغة البدر.
و لازلت أحاول جاهدا تعلم
لغة الوصل.
.....
قال ماذا قلت للطير؟
قلت
أبلغته أنني أريد أن اطير معه إلي العلالي.
لأسبح معه الأعلى فوق كل عالي.
قال و هل أجابك؟
قلت نعم.
وعدني أن يطير بي و يحقق سؤالي.
قال و ماذا قلت للزهر؟
قلت أعلمته
أنه قد مر بي العمر
و لم يعد للأيام عبير،
و لازالت أمنياني كثيرة.
و لا أدري كيف يكون المصير.
قال بماذا أجابك؟
قلت طمأنني بأن كلماتي،
ينتشر عبيرها في كل الأرجاء..
و أنها صارت سبب فرح
لخلق من الأرض ،
و خلق من السماء.
قال وماذا قلت للفجر؟
قلت صارحته
أنني عشت عمري أحب نوره،
عن كل ما سواه.
و أنني في كل قصيدي
هاجمت اليأس و اليأس ظلام
و بشرت بالأمل
و الأمل نور كنور الفجر،
في بزوغه و عطاياه.
لأن الله نور من نور.
و لأنه النور.
ينير عقل و قلوب رعاياه.
قال هل غرك البحر لتكون من عباده؟
قلت لقد سألته
إن كان هو نفسه إلها.
أم عبد لرب معبود.؟!
فقال أنه متصوف في محراب الوجود.
هديرة ترانيمة أمواجه سجود.
لمن خلقه و خلقنا و خلق الوجود.
قال تدعي أنك خبير بلغة العطر..
قلت لكم اتهمت العطر مرارا بأنه قاتل,
و جرائمه كثيرة.
و لكم حذرت صحبي,
من الوقوع في بحر الهوى.
فمن يقع
لن نجد أبدا لانقاذه وسيلة.
فالعطر صاحباته كثيرات,
و كم من أحبة
قتلت بالعطر الجميلة.
قال هل تصاحب البدر؟
قلت صاحبته و كل نجومه.
و كم سهرت معه
أحاكيه همي و يصارحن بهمه.
و نتداول هل أعود لحبيبي
أم أتركه لوحدته و سهره.
قال غريب أمرك
تجيد كل هذه اللغات و لا تجيد لغة الوصل..
قلت عندما أحببت غاليتي.
فى البداية لم تقر بوصلي،
فصدرت لها أصحابي الستة
ليحننوا قلبها.
قالت لست محتاجا لشفاعة،
فإنك دوما تنسى
أنك أنت أصلي.
أنا المشتاقة لوصلك
لست أنت المشتاق لوصلي.
فوجدت اللغات قاصرة عن التعبير
و نسيت ما تعلمت
و استسلمت لقلبي وحبي و المصير.
قال الفيلسوف
كلام منطقي فيه كل المنطق.
و من يوم نقاشنا ..
توقف عن الكلام،
و يرفض بشدة أن ينطق.
ملاح بحور الحكمة
الكاتب
مرقص اقلاديوس
30.8.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق