أنا الوحيد الذي في أخر الجسر.
قيل... لا يقطع النهر مرتين و اللحظة لا تتكرر و الزمان ينساب في علب المكان و المكان يتأكل فلا تتشابه الأيام والسنين... ولهذا وقفت أفكر كثيراً في ما مضى و فيما هو آت وتسألت: _هل حقاً سأجد ضالتي لو عبرت هذا الجسر؟
_أم سأظل رحال طوال عمري باحثًا عمن يشبهني؟
فـلم أجد من يجيبني لأنني عشت طوال عمري وحيدا؛ وحيدا بالرغم من وجود الأهل.
أوتدري يا من تقرأُ كلامي بأن أملي أن أجد شخصًا يسمعني، نعم شخص يسمعني ولا يقاطعني فـأنا أحتاج أن أبوح بـأوجاعي أنهكتني، وأريد أيضًا أن أبكي فـجسدي النحيف لم يعد يتحمل الوجع، نعم أريد أن أبكي فـأنا بي ألم لا أستطيع وصفه، وحين أعثر على هذا الشخص لا أريد بعدها سوى العزلة فـرائحة الموت تحوم حولي.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كنت أقول: بأني وحيدا و رائحة الموت تحوم حولي ولكن ليست رائحة الموت فقط التي تحوم فـأنا محاط بـرائحة
اليائس أيضا ولا أعلم لمَ وعدت أتسأل مرة أخرى:
_هل أنا معضلة لم يكتب لها حل؟
فـأنا تعبت من العقابات و مما تحملته كأني ولدت دون حظاً ولا أعلم لمَ كل هذا؟
_هل أنا غريب في هذه الدنيا؟
_أم أنا شخص غريب عن بني جلدته؟!
وكالعادة لم أجد ردا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فـها أنا أصبحت شخص يفتقد كل شيئا.. نعم أشعر بأني أفتقد كل شيء حتى شغفي بالحياة أفتقده، بل أشعر بأن رغبتي في الحياة انعدمت.
ولكني أخشى أن أموت وهي لا تعلم، فـلو أن لي أمنية واحدة لتمنيت أن تكون هي أخر من تراها عيني.
وإن مت قبل تحقق هذه الأمنية رجاءً لا يخبرها أحدا بأني رحلت فـأنا لا أريدها أن تحزن.
فـوالله لم أحب أحدا مثلك يا سيدة العنبر.
الكاتب
محمود أبوزيد باشا
29.7.2021.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق