قفر وجمر
إقرأ خطوطَ الوجهِ وارسمْ ملحمَة
واخرِسْ يراعاً بارعاً كمُسيلَمة
قد كان سطَّرَ للشبابِ وسحرِه
واليومَ يتركُ لي جراحاً أوسِمَة
فاعزِفْ على بؤسِ السنينِ ملاحناً
تُدمي قلوباً بالحياةِ مُنَعَّمة
واركبْ بحورَ الشعرِ قاطبةً على
سُننِ الألى نثروا المشاعرَ مَرحَمة
عجبي على هذا الزمانِ وحكمهِ
يُشقي كحدِّ السيفِ روحاً مُرغَمة
نضبَتْ دموعٌ تستشيطُ بقيظِها
فرَمى القفارُ ببطشِه ،لن تهزمَه
وتيبَّسَتْ أغصانُها وتكسَّرَت
فأضاعَ وجهُ الصبحِ منها معلَمَة
استنطِقُ الوجهَ العتيقَ بطُهرهِ
وأراه يعصِفُ بالأنينِ مُكَتِّمَه
وأرى خيالا كان قلباً نابضاً
واليوم كالمِرآة صرتِ مُهشَّمة
عينايَ في عينيكِ يا بحرَ الأسى
كلتاهما لا تشكوان لِمَظلمَة
أين الذي أحرقتِ فيه فصولَها
تلك السنين بذكرياتٍ مؤلِمة
بل أين حَصدُ العمرِ بئس سنابلا
والريحُ تذرو حَبّها متجَهِّمة
لا ترمقيني بالسهامِ فإنني
هذا الفؤادُ كما الحطامِ مُلَمْلَمَة
قولي فللأيام قولَتُها إذا
قُتِلَ الكلامُ بصمتِنا ، ما أكرمه
وأرمي بكل حمولِ هذا الدهرِ كم
أعيى سواكِ من الجموعِ وأسقمَه
من لي بقرص الشمس في بئرِ الدجى
لا ركبَ يسألُ في السقايةِ أنجمَه
يا غربةً كالسمِّ تسري في الحشا
إن النهايةَ كالبدايةِ مُظلمة
يا ليت شعري كيف تغفو دمعتي
تحت المحاجرِ تستكينُ مُعَلقمة
وأنا أشدُّ على يَدَيَّ لتنبري
رسمُ الملاحمِ يقتضيها مُلهَمة
يا ويحَ داراً قد أضاع نجادُها
سقفا فتاهوا في الفلاة كشرذِمَة
الكاتب
جاسم الطائي
29.7.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق