ماهو الحب
الحبُّ ليس مجرد كلمةٍ جوفاءَ لا معنى لها نرميها جزافا أو نقولها ببساطة دون أن يكون لها هدفا ساميا فلا ترتبط بزمن أو مناسبة لا على التعيين فالحبّ يأتي عاصفا عندما تتحرك تلك العواطف والمشاعر التي تتحرك داخل الإنسان دون قيد أو شرط أو دوافع مدروسة تجاه من نحب ولا زالت تلك العواطف والأحاسيس التي تتجلى بالحب تحيرَ العلماء كيف تتكون وهل وأين مكمنها مجهولة المصدر ويحاولون إجراء الأبحاث والاختبارات للوصول إلى المكمن الذي ينشأ عنه الحب وكيف يتم وكيفية التمييز بينه وبين العواطف الأخرى ولوعدنا قليلا إلى الوراء وقرأنا قصص العشاق وقصائد الغزل لوجدنا أنها تتحدث عن القلب والوتين والكبد والاحشاء وقد ابدعوا في وصف مكامن الحب ومصدره وحناياه وكأنهم شخصوا جسد الإنسان للوصول إلى المحب والمكان الذي يحفت فيه المحب محبوبه .
تعالوا نبحث داخل جسد الإنسان وبالرجوع أيضا إلى لغة العشاق نجد فيه العقل وهذا مستبعدا في قاموس الحب العقل يدرس ويحلل ويستنبط ويصدر القرارات وعندما يكون الحب قرارا عقليا لان العقل سيدا لا يعترف بالمشاعر والعواطف وهي ايضا لا تعتمد عليه والحب ليس قرارا ولذلك حينما نقرا عن العشاق وقصص الحب وما قاله الشعراء عن الحب ومكامنه نجد أن منهم من قال أن حبه ينبع من قلبه وانه يعاني اللوعة والحرقة في قلبه ومنهم من جعله في وتين القلب اي في سدته ومنهم قال انه يقع حب محبوبه في سويداء القلب ومنهم من قال في الكبد ووصف لواعج حبه الكامنة والنابعة من كبده ومنهم ذكر انه في احشائه كاملة وان محبوبه قد خباه في احشائه فلنحاولان نبحث ونستنبط الحقيقة بدلالة العقل من حيث البحث والدراسة فقط فيمكن أن نقول أن مصدر أحاسيس ومشاعر الحب تكمن في العقل والقلب ولكن هنا يجب أن نتوقف قليلا قد أكدت الدراسات الحديثة أن هناك عقلا في القلب موجودا في قمة القلب ومنهم من قال في مكان أخر في القلب ولم يحدده وهو مستقلا عن العقل الذي هو في دماغ الإنسان قد يكون هو الموجه للقلب في اختيار من يحب أو يصدر الأبحاث إلى القلب بحب المحبوب وأيضا نستطيع أن نتهم الكبد والغدتين الصنوبرية والكظرية ابتداع ذلك الحب فاذا يكيف تتكون تلك والمشاعر والأحاسيس والعواطف التي تؤلف سيمفونية الحب وإيصالها إلى المحبوب ليرتبط الحبيب والمحبوب ويتبادلان تلك المشاعر و العواطف ويرتبطان بقداسة الحب , نحن نجزم أن الحب لايرتبط بزمان أو مكان أو سنين العمر أو مقدمات فقد يكون الحب بسبب نظرة أو لمسة أو كلمة أو همسة بين اثنين تؤلف بينهما ويرتبطان بعلاقة حب قد تدوم مدى الحياة ولكن كيف يتم ذلك ومن المسؤول عن هذا الناتج الجميل أقول ومن خلال التجارب والأبحاث استدللت إلى أن لدى الإنسان حاسة يمكن اسميها الحاسة السابعة هي المسؤولة عن كل ذلك كما هو الحال في هرمون السعادة بالإضافة إلى الحاسة السادسة هذه الحاسة تلفت انتباه حواس الإنسان جميعها من نظر وسمع وقلب وكبد وغدد لان تتآلف وتتحد وتشعل الأحاسيس الجميلة وتنطلق العواطف من المحب إلى المحبوب تجتمع لتنتج الحب الذي هو يتأكد من خلال الحواس الملموسة بالعين والأذن واللسان ويتبعها الإيحاء بذلك الحب ومما يؤكد ذلك ان لدى العشاق تواصال دائم عبر الاثير وتهاتف بينهم دون اية وسانه عندما يلتقي المحبين تختيلة اتصال وهذا مايؤكد وجود الحاسة السابعة وايضا عنما يتواعدان نلاحظ انهما في حالة ارتباكية ولهفة غير اعتيادية تتفنن تلك الحاسة في تفاعلهما وعندما يليتقيان نرى ان جميع الحواس واعضاء الجسد واحشائه تختلج فيخفق القلب ويسرع في نباضاته وتشخص النظرات الى المحبوب وتختلج الاحشاء ويجتمع الدم في الوجه كل هذا والحاسة السادسة تتوقع من المحبوب كل الحب واللهفة في اللقاء. وهنا يجب أن نفرق بين أنواع الحب غير حب العشاق فهناك ما يولد بالفطرة كحب الوطن وارتباط الإنسان بارضه وتاريخه وبكل مافيه وأيضا حب الأم المرتبط بالحنان فهي تعيش حالة خاصة بالحب منذ أن يتكون الجنين في أحشائها ويتجوهر هذا الحب عندما تبدأ معاناة آلام المخاض وتتلهف للقاء طفلها بمجرد أن يخرج إلى الدنيا رغم كل ما عانته من الأم الام والمخاض وهناك الحب بالرابط الأسري والأخوي والأسري بين أفراد العائلة هذا كله يعتبر حبا بالعاطفة والحنان والبر أما حب العشاق حب الرجل لامرأة اختارها يأتي كل العوامل التي ذكرت أنفا واجمل هذا العشق ما كان مصيره الارتباط وهناك الحب العذري الذي يسمو فوق الغرائز وكتمان سر الحبيب عندما يستحيل الاجتماع واللقاء وكل هذا لايرتبط بزمان أو يوما في السنة او مناسبة نعد لها فهذا بعيدا عن الحب الحقيقي الإنساني فاجمل الحب حب الوطن وهو لايسمو عليه شج ويأتي حب الام تلك الإنسانة التي تهب الحياة بلا مقابل ويأتي الحب الإنساني بين العاشقين الذين يسمون فوق كل شيئي ويحاول كل منهما إسعاد الأخر
الكاتب
محمد توفيق ممدوح الرفاعي
29/6/2021
روووعاتك استاذ...💐🌺💐
ردحذف