وتنازلت عن خد القمر هكذا
دون أن يشعر أحد بفتات ظلي
هكذا يتخلص الألم من الألم
ويتجلى خيط رفيع في رقعة الطلاسم يتوسد العدم
أجمعني في فرن عاش قبل الميلاد
أحرق الجحيم في ليلة قبل التاريخ
وذر ما تبقى من رماد
على تعويذة شمطاء استوت على ظهر الفوالج في القدم
عربيٌّ أنا وابنُ عربي وجدي عربي
وجدُّ جدي كان يرعى عزهُ بين الجبال ذات قرن
وجدتي تأكل التمر بالنوى وتبحر في الوشام الأطلسي
وعقدة ذئب لاحقت القطيع
وأشياء كتبت على جدارية الموتى
لكن الأوراق لم تسلم الجبين للمحبرة والقلم
أسلم قمري هكذا للموت القادم من لا شرق ولا غرب
وأحلق رأسي بعيدا عن لعاب الشمس
وألبس قطاري بدلته وألمع حذائه الفرنسي
وألبس فكري بيجامة نرجسية الهوى
وأنهال ضربا باليمين على جملة لها نشاز على الزريبة والغنم
وتنازلت على خد القمر
وسلمت أمتعتي لنجمة مرت بالجوار ترضع نجمتيها الصغيرتين
فقلت لها تفضلي قمري
وعودي أدراجك من حيث جئت
وافعلي ما شئت به
واعلني توبتك على حجر مسجى بالخطيئة واللمم
اعلن استقالتي من ممارسة ممارساتي
سأركن الأرض لليمين
أنزل لأدخن سيجارة كوبية
أراقب نسبة الدخان في رئتايا
أضع بعض العطر مكان قبلة قديمة لحبيبتي
أشعل الشموع وأوضب مكان سقوط دمعتي
فأنا آخر الرسل الذين أرسلوا
وأول من يحن إلى منفاه ليشهد حياكة الجريمة للندم
أتنازل عن عروبة لفت في وجبة سريعة
واختفت هكذا دون وداع
وشبه العرس الجنائزي ما زال يحفر في ناصية عروبتي
وأمسح مرغما عرق الجبال
فتهامة قريبه من هنا
وهنا إبتدأت بيعة المحنطين في جوامع اللعنة والكلم
لا تلوموني حين أشم عروبتي في كف قمر منكس ينتظر شارة الإنتهاء
وعروبتي لم تعد تسد مآربي
فهش الريح حين تنفش في زرع اليتامى صعب يا عرب
إني آنست شيئا من ذل يتراقص عند برهوت
إنتظروني حتى أحرق شمس معارفي
ثم اذبحوني قربانا ليكتمل نمو أذيالكم على نواصيكم
ولا تسألوني لماذا بعت القمر
ولا تسألوني ثمني البخس في كف غجري وجيب للعجم
الكاتب
الدكتور خالدفريطاس الجزائر
30/6/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق