أحياناً يفتقدني الكلام
وتتآكلُ حضارة النقانق
وتصطفُ الغربان كي تشرع في الشروع
من الألف وتولي دبرها إلى الهمزة والياء
تمتصني زغابات على قاب قوسين من الهلال
فأعصرُ لها نجمة أو نجمتين
وأنمقُ لها أصدق كذبة عندي
على ذوق ليمونة متورمة الخدين
تشاؤني وأشاؤها إن كتب القدر وطمطم البحر أصدافنا
ويترائى لنا في أفق الغيب حفدة وأبناء
أحيانا ألجم ما يصهل في أعماق الأعماق
وأحيل الكلمة للريح
وأترك الحبل على الغارب لوردة الخميلة والأوراق
وأتزحلق على نكبة تكونت صدفة في سديم وانفجار وإملاق
ينتابني عدم في هويتي التي تتزين للنوارس ذات شط
ويقتلني الشك المتوارث من نواصي الخلق
وأتلعثم كل ليلة حين يفتتح حلمي حوزة التعبير والإملاء
هنا بين تراب وتراب أرعى شرابيني
وعند كل كثيب أرسم صومعتي لأوضب طواسيني
أتواجد خفيف الظل على ظلي
وأشعل ماهيتي على مهل
وأهب الملك لإرهاصات تسيح بين هواء وهواء
أحيانا أفتقد نفسي فأجدني متسوقا متصعفقا
منفصما ملتحما منبثقا منعدما
أصلح قناديل مداراتي
أقلم شجرة زيتوني فارغ اليدينِ
لا علم لي بعلم الأولين والآخرين
أعرب جمل الآبقين والغابرين
وأستخلص بعض ماء الورد من بيادر ضخمة من النكسة والغباء
أحيانا أهربُ قصاصات الحظ العاثر إلى حيث يحتفل المغيب
وأواسي دموع شعرة حيث ينتحر المشيب
أشربني بعض مسكنات كي تنفجر عيون إحتبست في العصب الودي
وأفكُ ذاك اللغز الذي كان له زوج منذ الرعيل الأول
وطفق يخصف من القنب الهندي
أحمصُ حبة برد كي تزيد وسامة قهوتيِ
أسلخ ليلي من نهاري كي تستريح قافلتي من رحلة الصيف والشتاء
أحيانا أحمل نفسي وأعبر ممر الراجلين
فنتقاطع في نقطة وحيدة دون جدوى
وأناشد زوبعة صغيرة مرت على عجل
هل يصح أن أنتظر الإنتظار ومحطتي خاوية بلا وقود
هل يصح أن أنتظر نفسي وأنا سقيم حتى تردم البئر ويموت الرعاء
وأنا هنا بين متتاليات الأحيان جاثم بدون بطاقة دعوة من الأيام
متربع على طقوس تنسى أنني من ذوي روعة
وأنني من حتميات لم.تعد تأبه لحدود وجواز سفر وأعلام
تنسى أنني أنسى كليلة غجرية ذهبت تتعبد مستعيذة بالغرانق والأوشام
أنا الآن لست أنا ولن أكون غدا أنا
أريحوا الأنا من تقمص صراع لا رغيف فيه ولا دواء
الكاتب
الدكتور خالد فريطاس الجزائر
29/6/2021
روووعاتك...سلمت الانامل ودام الابداع...🌺💐🌺
ردحذف