قبـل غُـروب الشمــس
قـبـلَ غُـروبِ الشمـسِ بِبُـرهَـةْ
بـيـــن رحــيـــقِ الأزهـــــــــارْ
تحـتَ ظِـــلالِ ثِــمــارِ التُّــــوتْ
وَبِجـانِـبِ سـاقٍـيــةِ الفَـخَّــــــارْ
حـيـنـمـــا يـأتــي الـمـســــــاءْ
ومِـنْ بَعـيـــدٍ ألمَــحُ شُــرْفَـــةْ
تكـسُــوهــَا أتْـرِبَــةٌ وَغُــبَـــارْ
تـتـَنـاثَــرُ فـيهــا الأشــيــــــاءُ
تـتَـأرجَـــحُ فـيـهـــا الأَّسـتَــارْ
لَكِـنْ فِـيـهــا إِطــلالــةُ مــــاءْ
وهـا بالشَّمـسِ فـقـَـدْ غَـرُبَـتْ
وهـــا بـالـطـيـــرِ فـقَــدْ عَـــادْ
وهَــلْ أمـعَـــاءٌ قَــدْ رُزِقَــتْ!
وهــــلْ بِـطَـعَــــــــــامٍ للأولادْ
فَهَــــلْ بَـبِـطَــانٍ لِلأمعــــاءْ!
وأذهـبُ لِلشُّـرْفَـةِ ناحِـيـةَ الـشَّـــــرقْ
فأرى سـيــدَةً ذاتَ صِـفـاتٍ وجَــمَــالْ
وزوجُهَا حَىُّ لكنْ يَشْكُو ضِيقَ الحَال؟
والـسـيــدةُ رُغْـمَ ثِـيــــابٍ رَثٍ
لَكِــنْ حَـسْــنــــــــــــــــــــــــاءْ
وَضـــاً ذاتَ لِســانٍ نَاطِـــــقِ
لَكِــنْ خَــــرْسَـــــــــــــــــــــــاءْ
فهــل هـــــذا اِعــيـــــــــــــاءْ!
فهل فِى جَـسَـدِكِ شَـىءٌ تَشكِينَهْ
أَم تَـشْـكُـيـن سُــــــوءَ الحَـــــالْ
أَمْ مَدفُـوعٍ غَـرَسَ بِقَلْبِكِ سِكِّينَهْ
وَدَمٌ مِــنْ شُـــريـانِــكِ سَـــــــالْ
فَـجَــــوابـًا لِبأجِـــيــبَ دَوَاءْ
وسمــــاءٌ فـوقَ الشُّرْفَــــةِ
بِغُـيُــــــــــومٍ مَكْـسِـيـَّـــــةْ
وأنا فى هَـلَـعٍ مِـنْ مَجهُـولٍ
قـالـتْ بَـلْ مَعـلُومـاً بِهَـوِيَّـةْ
فلنَـرحَـلْ سَيِّـدَتـى
لكـنْ إِنْ جَــنَّ علينـا الليــلْ
لا نَـدرِى أَمطــاراً تَهْـطِــلُ
أَمْ يَنْــزِلُ سَـيْــلْ
فـأَشـارتْ حَـوْلِـى لِلأشيــاءِ
وَكَتَبَــتْ
إِنَّ المَطَـــرَ سَــيَهْـطِـــلُ دَوْمَـــا
وَمَهْــمَـا يَعْـلُــو السَّــيْــــــــــــلُ
لَـنُ يُغْــرِقَ مـــاهِـــــرَ عَـوْمَــــا
فَعَلِمتُ بِأَنَّ الخرسـاءَ سَتـَنـْطِـقُ
لَكِــنْ تـنـتَـظِـــــرُ المَــوْعِـــــــدْ
بَقَـرِيــبٍ أَمْ بِـبَــعِــيــــدٍ
لَـسْـتُ ضَلِيـعَــاً لِأُحَــدِّدْ
كُــلَّ هَــذا
قبـلَ غُـرُوبِ الشَّمْــسْ
**********
ديوان / قبل غروب
الكاتب
ناصر الدسوقي
30/5/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق