نبض نخلة: مذكرات نيسان الكاتبة نعيمة سارة الياقوت ناجي

الأربعاء، 28 أبريل 2021

مذكرات نيسان الكاتبة نعيمة سارة الياقوت ناجي

مذكرات نيسان

سيرحل قريبا
قريبا جدا ... كأنه ماكان ولا كان
كومضة عابرة ...
كغيمة شاردة ...
نيسان المديد
يجمع ماتبقى من نسائم الربيع الواهنة
نيسان حزينا يلملم بقايا عشق في الذاكرة
وأوراق اصفرت على الأرصفة المنكسرة
سيأخذ يطير
من بقايا نارواَثار العاصفة ...
نيسان حزين هذا العام
بلا تأشيرة يمتطي صهو الرحيل
وفي الزورق ثنائيات وسلالات من رحيق وياسمين
ومحابر جافة
وأقلام شاهدة
وبعض الأوراق الفارغة ...
وأسماء للموتى
والملقحين غصبا ضد الفاشية ...
وعناوين لمقابر ولحود بلا أكفان ...
لعل الريح تهب نسائم عامرة ...
في موسم بلا دمعة حارقة ...
نيسان اَفل كتلك الشمس كالقمر بين حديث الأنبياء
سيتخلى إلى هجرة غريبة
تعادله ...
إلى حول في الغياهب ...
سيقذف بي في حمى العشق ...
طريحة بلا حول
أنتظر قطاري المؤجل ... بين الأحلام التائهة ...
كل الفصول مهما طالت راحلة
وكل القصائد على طول الوريد والقلب المطعون مندثرة
نحو طريق اللاعودة
وأنا والليل والعشق والشوق والعتاب والهمس والمرافئ والمرافئ
وغصن الزيتون والبعض ... سنظل ...
ذكريات من أساطير
وكراسات خلد على أسوار الأرض الممتدة
من الماء إلى الماء
إلى حين الحشر واليقين ...
سجلي أيتها القصيدة
تذكرتي ...
وعلى الأطلال
اكتبيني رثاء
وانعي عشقي على محمل الوفاء والنصر
زيني النعش بقافية مبعثرة ... وعليها قطرات من زيت وفتائل من شباك الصياد القابع على الصخرة الصامدة ...
وبعض شارات النصر البارة
لعلها تشتعل ... تضيئ التل حيث نسجنا
أول انتصار للحب وللأرض ...
انثري ماشاء القلب من رثاء مجازا بلون جوري 
 يثير أنظار العابرين وأنفاس العاشقين والواقفين على الأرصفة ...
في انتظار رحلة عمربلا تذاكر
ولا متاع ولا حقائب ...
هكذا تودعني يا نيسان بلا قبلة
ولا إكليل من بستان
بلا وردة حمراء دليل الحب
ولا باقةتر من تل الجولان
ولا ياسمين من شامنا الشامخ
ولا زهر من لارنج الأطلس ...
ولازيتونة من الفيحاء و الخضراء بالقيروان ....
تودعني بعد لم توفيني عهد اللقاء 
على أرض النيل والأنبياء
ولا شربة من زمزم
وذاك الحجر الأسود
في انتظاري ...
فمتى يحين العبور متعانقين بكل الحبور
ونحن مكبلين عشقا للأرض المبتلة وللأرض البور...
يانيسان تمهل ومضة
ودعنا نرتشف ماتبقى في كأسينا من رحيق
نثمل وننتشي...
نتيه في لجج النسيان ساعة قبل الوداع....
نكتب على الفنجان سيرة حياة بلا أحزان
ربما تأخذنا الأقدار فلا نلتقي...



الكاتبة
نعيمة سارة الياقوت ناجي
28/4/2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...