ياأنا
بحثتُ عني طويلا يا أنا
ولم أجدني هناك ولا دواليك ولا هنا
وجدتني أعجن بعض حبات المطر
وأعلق أحكام السجناء تمائما وأربي الأمل
وأقصد في مشيتي وأتفلسف في عناق البراعم للشجر
بحثت عني من فوقي ومن تحتي
وعن يميني وعن شمالي
وفي شفاه المتأبط للمد
وفي الأرجوزة الممشوقة القد
وجدتني في تلافيف مخ الزمان
أعصر العنب وأحرم النبيذ وأعلق سحائب خيبتي على المكتوب في للقدر
أنا لم أجدني رغم أنني مستغرق في وجودي
لم أجدني رغم علمي وهويتي وخريطتي وحدودي
كنت قد ذهبت لأستحم خارج زماني
بعيدة كل البعد عن بعيدة بعيدة المدى
ربما أذهب قبل يدركني الليل مع الغواني عند بوابات القمر
حين أبحث عني
أجدني متوارث في احتفالي مع نملاتي
ربما بميلاد قشة لفظها اليم حافية القدمين
ربما بموت زفرات إستهلكت أكسجينها متورمة الخدين
وقد لا أجدني في زمكاني بتاتا
فقد أعرج لما وراء الوراء وأتم تفاعلي النووي وأنشطر
بحثت عم.نفسي فوجدتها وسط أدغال الظلام
وجدتني قهقهات تمارسها الظلال الطاغيه طقوسا
وشيئ من الوهم اللذيذ المكبوت بين الشموس
ومقالة حملتها العواصف عنوة وسلمتها لتيار الجنون المستمر
لا شيء وجدتني عليه
ولا إسم ولا فعل مضارع وماض
ولا أمر أستمع إليه وأطيع
فشق عصى الطاعة كبيرة
وما أغنت عنه النذر
أنا في حكايتي ريشة غراب فرت من قسورة النعيق
وقصيدة عصماء نجت من الغبار والحريق
وبين نهرين استنفذت طاقتي
وجلست قرب نهايتي وللنهاية أنتظر
على باب الخلق فرشت ترهات حروفي
وكتبت على سجاد من إصفهان ماهية ظروفي
وجعله على عزوفي
ومآربي كم المرايا المنثورة على طريق الحرير
حين تقتلني تحييني ثم تتركني مع حبالي كي أنتحر
بحثت عني فوجدتني أشرح معناي فوق أطلال صمتي
وجدتني لا مالدي معسر الحال حتى مع وقتي
مليئ بنقاط تصارع إستفهامها في ساحة الثيران مع نعتي
أنا الموصول إلى جميع الشكر
وأنا المقطوع من جميع موجات الصدى التي أكلها الصدأ وأفتخر
ليلتي التي تصرهدت هذا الشتاء تؤرقني
معطفي لم يعد يداري عني وعكة رسمها الصقيه ليرهقني
حذائي لم ألبسه كعادتي وما عاد كالعادة يلبسني
إنهم مرغما في عطر ربطة عنقي متمسحا بأنفي
وقد تم قميصي من دبري حتى إذا جاء السفير حجتي وأكسر قناع الجواري وأنتصر
الكاتب
خالد فريطاس الجزائر
1/5/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق