(الظل والحمار الذكي)
يَسلخ الظّل ، ثوبه الرّمادي ،
عن ذات الإنسانية ،
يُلبسهم قناع ، الليل القاتم
يدنو ، من مشاعرهم
ليسقيهم ، كأس المنية
يحضر مجالسهم
يقتات ، من فضلاتهم
الفاخرة.
يسافر حيث ما سافروا ، يرحل معهم
ينطلق مثل دخانٍ ، بين شظايا السّراب
الوهم ...
يركب طائرتهم ، الورقية
يحوم كعصفور حالم ، على أعلى أبراج الغيمات
المحلقة ، في السّماء البعيدة
تشاور له غويمةٌ ،
تحاول أن تمسكه ، لكن هو ظلٌ
لا تستطيع!
تعود مطأطأت الرّأس ، حزينة
تنظر حولها ، تجدهُ محيطا بها ، في جميع الأماكن
تحاول مرة أخرى ، المساك به ..
يبتعد يعود إليها ،
يمسك بأطرافها ، يرقصان ، على الكمنجة
يضحكان .. يلعبان ..يتعبان.
يستلقيا ، على الأرض
الأرض هي مستقر ، كل حيوان
الظّل له حياة ، مثل كل المخلوقات
فقط هو معدوم ، في عيون العقلاء
لكننا المجانين ، فلسفة
الحمار الذّكي ،
أحياناً نضحك ، العقلاء
يرجع يشرب ، من خمرهم
الظّل لا يثمل.
يركض بينهم ، كالضّوء
قد يخاف الضّوء
(نعم الظّل ، يخاف الضوء)
يغفو متعبا ، من ثرثرتهم
تحت صدريت ، نسائهم الجميلات
يرقد مرتاحا كبراءة ، الطّفل الرضّيع
لم يعتاد الظّل ، أن يفارق ثيابهم
يعرف كل شيء ، عن أسرارهم
إذا فعلوا شيئا ، لا يخجلون منه
إن هو ظل ...
ألفوا معاشرته ، وألفوا تطفله
لا يقدرون ، أن يكونوا دونه
هو الظّل ، القيم
والقائم ، شؤون شؤون
دولتهم ...
هو المشرّع ، والمشرّعين ، والمشروع
الوطني ، الدّائم الثّابت.
ذات صباح .. أو مساء .. أو عشاء
لا أدري لست متأكدا (...)؟
جاء ديك ، يختصم الظّل
إلى القاضي.
قال: إنه يتبعني
إلى كل مكان ، لم يفهم القاضي
أن الدّيك ، هو عاقل ، العقلاء.
فكان الحكم على الظّل ، بالنّفي
لكن اكتشف القاضي ،
أنّ نفسه ، لا يقدر أن يتخلص ، من مشكلة الظّل
لأن القاضي ، نفسه ينعكس ، من نفسه ظلٌ
في أمسية ، ليس لها تاريخ ، الشّمس
أخرجت ، ألسنتها
تبحث ، عن أي شيء ، تلتهمْهُ
يبحث الظّل ، عن ظل أخر ، ليركن إليه
لم يجد ، غير نفسه.
الكل يبحث عن الظّل ، والظّل
يبحث عن نفسه ، في نفسه (...)
ليركن إليها ، ويستريح
الرّاجعون ، من لهيب الشّمس ، أموات
لم تعد ، لهم ملامح.
الشّمس شوهتهم ، صاروا مثل الأشباح
يزداد ، عند الظّل!
يخاف النور ..
لا يستطيع ، أن يواجه الحقيقة
فالظّل مجرّد ظل .. في الحقيقة (...)
هناك طفيليات كثيرة ، تحيا ، تحت الظّل
تعيش مجبرة ، تحت الظّل .. الصورة الرمزية !!! ؟
جودي أبوت ، في أفلام الكرتون ، اللي اكتشافة. صاحب الظّل الطّويل ،
الأطفال ملهمون ، لأنهم مثلنا مجانين
لا يحبون العقل ، والعقلاء
لأن العقل ، يحجب عنهم المتعة ،
ويحجب الظّل ، الحقيقي
الذي يبحث عنه ، التّشكلين ، في ابعاد خربشتهم
يحمل بندقية بندقية
وقد يكون طيار ، يحلق في السّماء ، دونما طائرة
وقد يكون شعبا ، إنتهت صلاحيته
فانتهى ، إلى البحر
(غرقا)
ليدخل إلى بوابة
الآخرة.
من خلال البوابة ، لا يستطيع الظّل
فقط الأرواح ..
، المتزوج من نفسه
أعطى ، الفنانة أبعادا
قد تكون تكعبية ،
قد تكون تربيعية ،
قد تكون كيف كانت ، في النّهاية الرّيشة
تمخضة عن أبعاد الظّل ، هل هو متراكم؟
هل هو نتيجة ، حمص الدّاكنة؟
هل هو عنصر متحرر ، يصدر عن الضّوء ، فياتي الوهم. الذي يسيطر على العقل ، لي يصنع أبعاد الظّل ؟؟
الكل يتفلسف ، حول هذا الطّرح
بينما الظّل ، مازال
ينعكس ، عن المجسمات ، وعن الجّدران.
وعن نفسه
ولا نستطيع أن نكون دونه
هو الذي يقرر ، لا أحد آخر
هو المالك ، الخفي عند كلّ المشاهد
الإجتماعية ، و السّياسية
التي كانت ، مشاهدة تكون
وهو الذي يقرر ، كيف تكون
إذا كانت ، لمن سوف تكون
هو الظّل (...)
أبحث عن جدار ..عن صخرة ..عن جبل .. عن غيمة لها ظل ، لم أجد غير حمار ذكي
في صحراءٍ .. رمضاء.
يبحث عنها ، عن الظّل
الحمار غاضب ،
أناسٌ مجهريون ، يعيشون
تحت قبو ، قانون (الظّل ...)
ظل الصّحراء ، عملة نادرة
الكل يعشق القبو ...!
الحمار جاء ، حاملا شعيره
جاء الحمار ، حاملا شعيره
(علامة استفهام)
الحمار يتكلم !!!
زمن العجائب ، قال: أنظر.
أنا أركن إلى هذا الظّل ، القليل
تحت تلك الصّخرة ، و أنت تركن بجانبي
فتستفيد من ظلي ،
هكذا نعيش سويا ، تحت الظّل
حمارٌ ذكي ... هههههه هههههه
من قال أن الحمار غبي؟
التعديل يعجز العقل ، من حكمة الحمار
إذا لا تستهن ، بالحمير
فهم يفكرون مثلنا ، وينتصرون
مثلنا ، ويشعرون مثلنا
الكاتب
إدريس الصغير الجزائر
30/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق