نبض نخلة: الظل والحمار الذكي

الثلاثاء، 30 مارس 2021

الظل والحمار الذكي

(الظل والحمار الذكي)


يَسلخ الظّل ، ثوبه الرّمادي ، 

عن ذات الإنسانية ، 


يُلبسهم قناع ، الليل القاتم
يدنو ، من مشاعرهم
ليسقيهم ، كأس المنية

يحضر مجالسهم
يقتات ، من فضلاتهم
الفاخرة.

يسافر حيث ما سافروا ، يرحل معهم
ينطلق مثل دخانٍ ، بين شظايا السّراب 

الوهم ... 

يركب طائرتهم ، الورقية
يحوم كعصفور حالم ، على أعلى أبراج الغيمات

المحلقة ، في السّماء البعيدة
تشاور له غويمةٌ ، 

تحاول أن تمسكه ، لكن هو ظلٌ
لا تستطيع!
تعود مطأطأت الرّأس ، حزينة

تنظر حولها ، تجدهُ محيطا بها ، في جميع الأماكن
تحاول مرة أخرى ، المساك به ..

يبتعد يعود إليها ، 
يمسك بأطرافها ، يرقصان ، على الكمنجة

يضحكان .. يلعبان ..يتعبان.
يستلقيا ، على الأرض

الأرض هي مستقر ، كل حيوان
الظّل له حياة ، مثل كل المخلوقات
فقط هو معدوم ، في عيون العقلاء
لكننا المجانين ، فلسفة
             الحمار الذّكي ، 

أحياناً نضحك ، العقلاء
يرجع يشرب ، من خمرهم
الظّل لا يثمل.

يركض بينهم ، كالضّوء
 قد يخاف الضّوء
(نعم الظّل ، يخاف الضوء) 

يغفو متعبا ، من ثرثرتهم 
تحت صدريت ، نسائهم الجميلات
يرقد مرتاحا كبراءة ، الطّفل الرضّيع

لم يعتاد الظّل ، أن يفارق ثيابهم 
يعرف كل شيء ، عن أسرارهم
إذا فعلوا شيئا ، لا يخجلون منه 

إن هو ظل ... 
ألفوا معاشرته ، وألفوا تطفله
لا يقدرون ، أن يكونوا دونه

هو الظّل ، القيم
والقائم ، شؤون شؤون
 دولتهم ... 

هو المشرّع ، والمشرّعين ، والمشروع
الوطني ، الدّائم الثّابت.

ذات صباح .. أو مساء .. أو عشاء
لا أدري لست متأكدا (...)؟ 

جاء ديك ، يختصم الظّل
 إلى القاضي. 
 قال: إنه يتبعني
إلى كل مكان ، لم يفهم القاضي
 أن الدّيك ، هو عاقل ، العقلاء.
فكان الحكم على الظّل ، بالنّفي 
لكن اكتشف القاضي ، 
أنّ نفسه ، لا يقدر أن يتخلص ، من مشكلة الظّل
لأن القاضي ، نفسه ينعكس ، من نفسه ظلٌ

في أمسية ، ليس لها تاريخ ، الشّمس
 أخرجت ، ألسنتها

تبحث ، عن أي شيء ، تلتهمْهُ
يبحث الظّل ، عن ظل أخر ، ليركن إليه
لم يجد ، غير نفسه. 

الكل يبحث عن الظّل ، والظّل 
يبحث عن نفسه ، في نفسه (...)
ليركن إليها ، ويستريح

الرّاجعون ، من لهيب الشّمس ، أموات
لم تعد ، لهم ملامح.
الشّمس شوهتهم ، صاروا مثل الأشباح

يزداد ، عند الظّل! 
يخاف النور ..

لا يستطيع ، أن يواجه الحقيقة
فالظّل مجرّد ظل .. في الحقيقة (...) 

هناك طفيليات كثيرة ، تحيا ، تحت الظّل
تعيش مجبرة ، تحت الظّل .. الصورة الرمزية !!! ؟

جودي أبوت ، في أفلام الكرتون ، اللي اكتشافة. صاحب الظّل الطّويل ، 

الأطفال ملهمون ، لأنهم مثلنا مجانين
لا يحبون العقل ، والعقلاء
 لأن العقل ، يحجب عنهم المتعة ، 

ويحجب الظّل ، الحقيقي
الذي يبحث عنه ، التّشكلين ، في ابعاد خربشتهم
يحمل بندقية بندقية
وقد يكون طيار ، يحلق في السّماء ، دونما طائرة
وقد يكون شعبا ، إنتهت صلاحيته
 فانتهى ، إلى البحر
(غرقا) 
ليدخل إلى بوابة
الآخرة.

من خلال البوابة ، لا يستطيع الظّل
فقط الأرواح .. 

، المتزوج من نفسه
أعطى ، الفنانة أبعادا

قد تكون تكعبية ، 
قد تكون تربيعية ، 
قد تكون كيف كانت ، في النّهاية الرّيشة
تمخضة عن أبعاد الظّل ، هل هو متراكم؟
هل هو نتيجة ، حمص الدّاكنة؟

هل هو عنصر متحرر ، يصدر عن الضّوء ، فياتي الوهم. الذي يسيطر على العقل ، لي يصنع أبعاد الظّل ؟؟

الكل يتفلسف ، حول هذا الطّرح 
بينما الظّل ، مازال

ينعكس ، عن المجسمات ، وعن الجّدران. 
 وعن نفسه

ولا نستطيع أن نكون دونه
هو الذي يقرر ، لا أحد آخر 
هو المالك ، الخفي عند كلّ المشاهد
الإجتماعية ، و السّياسية 
التي كانت ، مشاهدة تكون 
وهو الذي يقرر ، كيف تكون
إذا كانت ، لمن سوف تكون
هو الظّل (...) 

أبحث عن جدار ..عن صخرة ..عن جبل .. عن غيمة لها ظل ، لم أجد غير حمار ذكي
في صحراءٍ .. رمضاء.
يبحث عنها ، عن الظّل

الحمار غاضب ، 
أناسٌ مجهريون ، يعيشون 
تحت قبو ، قانون (الظّل ...)

ظل الصّحراء ، عملة نادرة
الكل يعشق القبو ...!

الحمار جاء ، حاملا شعيره
جاء الحمار ، حاملا شعيره
(علامة استفهام) 

الحمار يتكلم !!!
زمن العجائب ، قال: أنظر.
أنا أركن إلى هذا الظّل ، القليل

تحت تلك الصّخرة ، و أنت تركن بجانبي
فتستفيد من ظلي ، 

هكذا نعيش سويا ، تحت الظّل
حمارٌ ذكي ... هههههه هههههه 
من قال أن الحمار غبي؟

التعديل يعجز العقل ، من حكمة الحمار
إذا لا تستهن ، بالحمير
فهم يفكرون مثلنا ، وينتصرون
مثلنا ، ويشعرون مثلنا  

الكاتب
          إدريس الصغير الجزائر
30/3/2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...